القبة تسرق الكاميرا

القبة تسرق الكاميرا

القبة تسرق الكاميرا

 العرب اليوم -

القبة تسرق الكاميرا

بقلم : سليمان جودة

لا شىء نافس كلب الهرم على مواقع التواصل وانتصر عليه إلا قبة حليم باشا، التى ظهرت مُهدمة فى جانب منها فى مقابر الإمام الشافعى.

ولا تعرف ما إذا كانت إثارة مثل هذه المسائل على مواقع التواصل مقصودة فى حد ذاتها، أم أنها مسائل طبيعية تظهر لينشغل بها الناس عما سواها لفترة ثم تنقضى؟.. لا تعرف.. ولكن ما تعرفه أن مواقع التواصل صارت أشبه بمنصات الموضة، التى يظهر عليها ما ينشغل به روادها لأيام، فإذا جاءت موضة جديدة غطت على القديمة وحظيت هى بكل اهتمام.

فمن قبل قبة حليم باشا، كان موضوع كلب الهرم هو المسيطر، ولكنه سرعان ما انحسر ليحل فى محله موضوع القبة، الذى استحوذ على كل الاهتمام، وأزاح موضوع الكلب بعيدًا وسرق منه الكاميرا. وقد مضت أيام، بينما القبة المهدمة تهيمن على اهتمام قطاعات عريضة من الرأى العام، وبينما الذين يعنيهم الأمر من المسؤولين لا يتكلمون ولا يوضحون.. وكانت القضية تتدحرج فى المقابل، فتكبر مثل كرة الثلج كلما تدحرجت أكثر.

وبعد أن بلغ الأمر مداه خرج مسؤول فى وزارة السياحة والآثار يقول إن القبة ليست أثرًا، وإنها غير مقيدة فى قائمة الآثار. وهنا نجد أنفسنا أمام شيئين أساسيين، أولهما أن الرد تأخر كثيرًا، ولا ينفع معه ما يُقال عن أنك إذا جئت، فإن ذلك أفضل من ألا تأتى.. لا ينفع معه هذا المنطق ولا يُجدى.. لأنه جاء بعد استياء واسع شمل أعدادًا كبيرة من المتابعين للموضوع، ولأن الاستياء من هدم القبة هو فى مقام الانطباع الأول فى علم النفس، والذى يوصَف بأنه يدوم.

الشىء الثانى أنه ليس من الضرورى أن تكون القبة مسجلة كأثر لنحافظ عليها، إذ يكفى أن تكون من بين تراث القاهرة الباقى لتكون هى وغيرها مما يشبهها محل رعاية، وعناية، واعتناء.. وعندما انتفض الكثيرون لمنظرها وهى مهدمة، فإنهم كانوا يفعلون ذلك عن إحساس لدى كل واحد فيهم بأن له نصيبًا فيها، وأنها جزء حى منه، ومن تاريخه، ومن بلده.. فلماذا لا تحرص الحكومة على إشعار الناس بأنها تشاركهم هذا الأمر؟، لماذا تبدو موجات الإرسال والاستقبال بينها وبين الناس مُعطّلة بعض الشىء فى هذا الأمر بالذات؟.. وأقول فيه بالذات لأنه تكرر كثيرًا، ولم تكن القبة سوى حلقة من حلقات سبقتها وأثارت الاستياء مثلها.

هذه أمور يجب ألا تفوت الحكومة لأن ما يُغضب مواطنيها لا بد أن يُغضبها بالدرجة نفسها، ولا بد أن تسارع هى إلى معالجته على الفور فلا تهمله، ولا تتركه لهواة الصيد فى الماء العكر، أو الذين يسارعون إلى إحراز أهداف مجانية فى مرماها.

arabstoday

GMT 07:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 07:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 07:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 06:59 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 06:56 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 06:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 06:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 06:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القبة تسرق الكاميرا القبة تسرق الكاميرا



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 05:57 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاة نهال عنبر وأسرتها من موت محقق

GMT 22:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 3 جنود لبنانيين في قصف إسرائيلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بيب غوارديولا يوافق على عقد جديد مع مانشستر سيتي

GMT 18:37 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تفرض عقوبات على 6 قادة من حركة حماس

GMT 16:42 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

جماعة الحوثي تعلن استهداف سفينة في البحر الأحمر

GMT 08:32 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يُعلّق على فوزه بجائزة عمر الشريف

GMT 06:43 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب الطامح إلى دور شبه ديكتاتور!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab