بقلم - سليمان جودة
كان السفير أمجد العضايلة، سفير الأردن فى القاهرة، قد غرد يوم افتتاح قمة المناخ العالمية فى شرم الشيخ، فقال إن ما رآه من تنظيم رفيع، ومن استعدادات تليق بأوسع مشاركة لزعماء وقيادات سياسية ومتخصصة، إنما يظل من دواعى الفخر العربى الأكيد.
وفى صباح الأمس جاءتنى رسالة من الأستاذ علاء الزيود، المستشار الإعلامى للسفارة الأردنية ومندوبيتها فى جامعة الدول العربية.. وكانت الرسالة فى حقيقتها مقالة!.
أما المقالة فهى افتتاحية جريدة الدستور الأردنية المنشورة صباح أمس الجمعة ١١ نوفمبر بهذا العنوان: أمن مصر وتطورها وحضورها استقرار للمنطقة.
ولم تكن المقالة تحمل توقيعاً لكاتب بعينه، ولكنها كانت «بقلم محرر الشؤون السياسية» فى الجريدة، وهذا يعنى أن كاتبها هو الأستاذ مصطفى ريالات، رئيس تحرير الدستور.. ولكن الرجل أخفى اسمه ليقول ما معناه، إن ما تحمله مقالته من المعانى، ليس مجرد رأى يكتبه رئيس التحرير وينشره فى صدر الصفحة الأولى، وإنما يعبر عن رأى مطبوعة فى مجملها.
اقرأ المزيد...
وفى سطور المقالة نقرأ على سبيل المثال، أن الحديث عن مصر هو حديث عن قوة عربية بحرفية المعنى، وأن ما يتم التخطيط له لن يطال مصر وحدها، ولكنه سيطال كل بقعة عربية على خريطة العالم العربى، وأن الوقوف مع مصر فى وجه دعوات الفوضى واجب عربى وطنى، وأن دعوات الفوضى لا تشبه المصريين فى توادهم، وتراحمهم، وولائهم لتراب الوطن.
وحين تكتب مطبوعة أردنية افتتاحيتها بهذا المذاق، فهى لا تكتبها فى فراغ ولا من فراغ، ولكنها تستشرف ما حولها فى مجتمعها الذى تتنفس فيه، ثم تكتب وتنشر وتقول.
ولا بد أن كل هذه المعانى فى الافتتاحية، لم تكن بعيدة عن عبارات صدرت عن ولى العهد الأردنى، الأمير الحسين بن عبد الله الثانى، عندما زار قمة المناخ فى شرم، ولا كانت بعيدة عن عبارات قالها الدكتور بشر الخصاونة، رئيس الحكومة فى عمان، حين جاء يشارك فى بعض أعمال القمة.
وفى المجمل ستجد نفسك فى الحالات كلها أمام حس عربى رفيع، وستجد نفسك فى افتتاحية الدستور، أمام نبض صادق يرى المشهد فى إطاره الكلى، لا فى إطاره الجزئى الضيق، ويضع دعوات الفوضى فى سياقها الصحيح الذى يجب أن توضع فيه، ويستشعر الخطر الذى يستهدف أمة بكاملها على الخريطة، ولا يتوقف عند حدود عاصمة واحدة من عواصمها!.