موقف من الجامعة

موقف من الجامعة

موقف من الجامعة

 العرب اليوم -

موقف من الجامعة

بقلم: سليمان جودة

 رغم الصياغة اللافتة لكلمة الرئيس السورى بشار الأسد أمام القمة العربية في جدة، إلا أنها كانت غريبة للغاية عند المقارنة بينها وبين بقية الكلمات التي ألقاها القادة العرب.. وكان وجه الغرابة فيها أن الأسد هو الوحيد الذي لم يذكر في مستهل كلمته اسم أحمد أبوالغيط، أمين عام جامعة الدول العربية.. وقد بدا من سياق الكلمة أنه كان يتعمد ذلك ويقصده!.

فهو قد راح يلمز في الجامعة ويهمز، وكان على مدى كلمته يشير إلى جامعة الدول، وكأنها هي المسؤولة عن قرار تجميد عضوية سوريا فيها.

وليس هذا صحيحًا بالطبع، لأن الجامعة لا تتحرك من دماغها، ولأن تحركها في أي قضية عربية هو تحرك يعبر عن إرادات أعضائها مجتمعة، كما أن أمينها العام لا يملك أن يتخذ موقفًا بمفرده من سوريا ولا من أي دولة عربية، سواء كان الأمين العام هو أبوالغيط أو سواه.. ثم إن الأمين العام الحالى لم يكن في موقعه أمينًا عامًا يوم تجمدت العضوية السورية، ولم يصدر عنه ما يفيد أبدًا أنه ضد عودة العضوية.

ولا أعرف كيف فات على الرئيس الأسد أن هجومه على الجامعة، وتجاهل ذكر اسم أمينها العام في كلمته، هو أمر تستفيد منه أطراف إقليمية لا يسعدها وجود الجامعة أصلًا، ولا يسعدها طبعًا أن يكون للجامعة أي دور.. ومن بين هذه الأطراف تركيا الأردوغانية التي وصفها الأسد في حديثه أمام القمة بأنها: فكر عثمانى يتطعم بنكهة إخوانية منحرفة.

وعندما وقفت صحفية سورية تسأل في المؤتمر الصحفى الذي عقده الأمين العام مع الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودى، للرد على شواغل الإعلام حول القمة، بدا من صيغة السؤال أن موقف الأسد من الجامعة هو موقف إعلامه على السواء.

ورغم الفرحة بعودة سوريا إلى مقعدها الشاغر، إلا أن هذا الموقف السورى المفاجئ قد ألقى بشىء من الحيرة على وجوه الحاضرين في المؤتمر، وربما تساءل بعضهم بينه وبين نفسه عن حقيقة مبررات الموقف، وعن خلفيته، وعن دوافعه.

ولا تزال جامعة الدول العربية بيت العرب الأول، وليس من المصلحة العربية في شىء أن ننال منها، حتى ولو كانت هناك ملاحظات على دورها وأدائها.. ونحن نذكر أن إثيوبيا فقدت عقلها وتصرفت بعصبية، عندما قررت الجامعة في اجتماع لها على مستوى وزراء الخارجية، وضع ملف سد النهضة بندًا دائمًا على جدول أعمالها، وكان ذلك دليلًا على أن جامعة الدول لا تزال قادرة على أن تقول، وعلى أن تؤثر بما تقوله، وأننا مدعوون إلى تقويتها وتعزيز دورها لا استهدافها.

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

موقف من الجامعة موقف من الجامعة



أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:28 2025 الإثنين ,24 شباط / فبراير

أستراليا تفرض غرامة مالية على تليغرام

GMT 11:07 2025 الإثنين ,24 شباط / فبراير

جنازة حسن نصرالله

GMT 00:41 2025 الإثنين ,24 شباط / فبراير

واتساب يحظر 8.4 مليون حساب في شهر واحد

GMT 11:27 2025 الإثنين ,24 شباط / فبراير

وسمٌ سعودي على التاريخ

GMT 18:43 2025 الأحد ,23 شباط / فبراير

ياسر جلال يعلن رأيه في عمل جزء ثالث من "جودر"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab