عشنا نستهول الأمر

عشنا نستهول الأمر

عشنا نستهول الأمر

 العرب اليوم -

عشنا نستهول الأمر

بقلم - سليمان جودة

عشنا نستهول أن يصل المدى الزمنى للحرب العالمية الأولى الى أربع سنوات كاملة، أو أن تدوم الحرب العالمية الثانية فترة أطول من الأولى، ولكن عزاءنا ونحن نقرأ عن وقائعهما أنهما كانتا حربين عالميتين، وأن نصف العالم فيهما كان يحارب النصف الآخر.

ولم نكن نتوقع أن نرى فى زماننا حروبًا تدوم بين دولتين أو حتى بين فريقين، لا بين نصف العالم ونصفه الآخر، فتستمر حتى تكاد تنافس الحربين العالميتين فى زمنها الممتد الطويل، وفى ضحاياها الذين لا ذنب لهم فى شىء، وفى حجم التدمير الناتج عنها.

أقول هذا وأنا أرى أن الحرب الروسية الأوكرانية دخلت عامها الثالث، مع أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين كان عندما أطلقها فى ٢٤ فبراير من السنة قبل الماضية يسميها عملية عسكرية ولا يزال، وكان وهو يسميها كذلك يريد أن يقول إن حسمها سيكون أمرًا سريعًا وسهلًا، ولكنه يكتشف ونكتشف معه فى عامها الثالث أن تقديره كان فى غير مكانه!.

ولا شىء يقول إنها تذهب مع عامها الثالث إلى أفق يُنهيها، وإنما العكس هو الصحيح، بدليل هذا الحشد الأوروبى وراء أوكرانيا، وهذا التقاعس فى مجلس النواب الأمريكى عن إقرار دعمها، وهذا التحريض الأمريكى للأوكرانيين بألا يجلسوا مع الروس على مائدة للتفاوض، وألا يستجيبوا لعروض السلام والتسوية التى يقدمها بوتين من وقت إلى آخر.

وإذا قلنا إن الحرب الروسية الأوكرانية أقرب إلى حرب عالمية منها إلى حرب بين دولتين، فلن يحمل هذا القول أى مبالغة، لأن أوكرانيا لا تحارب وحدها، ولا حتى روسيا تخوض عمليتها العسكرية بمفردها منذ بدء الحرب.. فأوكرانيا تصطف وراء دول، وروسيا تساعدها دول أخرى، وإنْ كانت أقل عددًا من الدول المصطفة مع الأوكرانيين.

ولكن ما يقال عن الحرب الروسية الأوكرانية لا يقال عن الحرب فى السودان مثلًا، فهى حرب داخل دولة واحدة، وبين طرفين سودانيين، وليست بين نصف العالم ونصفه الآخر، ولا حتى بين دولتين، ومع ذلك فهى ستدخل شهرها الثانى عشر فى ١٥ مارس!.

أما الحرب الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة فتدخل شهرها السادس فى ٧ مارس، ولا يدور الكلام منذ بدايتها عن وقفها، ولكنه بالكثير يدور حول هدنة فيها تطول أو تقصر.. تمامًا كما حدث فى هدنتها الأولى، التى ما لبثت حتى تبخرت وعادت آلة الحرب تأكل الناس فى القطاع!.

هذا هو حال العالم الذى بلغ فى تقدمه العلمى حدًا جعل الروبوت يحل محل الإنسان فى أعمال كثيرة، ولكن تقدمه الأخلاقى عجز ولا يزال عن مسايرة تقدمه الأول!.

arabstoday

GMT 08:40 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 06:34 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

المصريون والأحزاب

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عشنا نستهول الأمر عشنا نستهول الأمر



أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:28 2025 الإثنين ,24 شباط / فبراير

أستراليا تفرض غرامة مالية على تليغرام

GMT 11:07 2025 الإثنين ,24 شباط / فبراير

جنازة حسن نصرالله

GMT 00:41 2025 الإثنين ,24 شباط / فبراير

واتساب يحظر 8.4 مليون حساب في شهر واحد

GMT 11:27 2025 الإثنين ,24 شباط / فبراير

وسمٌ سعودي على التاريخ

GMT 18:43 2025 الأحد ,23 شباط / فبراير

ياسر جلال يعلن رأيه في عمل جزء ثالث من "جودر"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab