بقلم - سليمان جودة
الذين يتابعون منصة إكس «تويتر سابقًا» لا بد أنهم قد لاحظوا أن الحوار الذى أجرته الأستاذة قصواء الخلالى مع الدكتور عمرو حمزاوى على شاشة قناة سى بى سى، قد حقق مشاهدات ومتابعات عالية على المنصة.
وقد استوقفتنى فى الحوار عبارة يقول فيها الدكتور حمزاوى إن إقبال المواطن الناخب على الاشتراك فى الاستحقاق الرئاسى دليل لا تخطئه العين ليس فقط على أنه مهتم بالحياة السياسية، وإنما دليل على أن المواطن الناخب نفسه سيراقب ما سيحدث فى مرحلة ما بعد السباق.. استوقفتنى العبارة وفكرت فيما يهم هذا المواطن الناخب، وفيما ينتظره فى مرحلة ما بعد الانتهاء من السباق الرئاسى، وفيما يتوقعه ويتمنى لو يراه.
فكرت أولًا فى أنه يتمنى لو أن حكومة ما بعد السباق قد نقلت مشروع «حياة كريمة» إلى مرحلة أخرى موازية، هى العمل على توفير فرصة عمل لكل الذين يستهدفهم المشروع ولا يجدون عملًا، أو لغالبيتهم على الأقل، لأنه لا شىء أكرم لدى الإنسان من أن يعثر على عمل يأتى له بدخل.. لا شىء أكرم من ذلك ولا أهم.. ولأن العمل هو ما يجعل الإنسان يشعر بكيانه.. وإذا كان المشروع يستهدف تغيير حياة ٦٠ مليون مواطن، فالتغيير الحقيقى سيكون بإتاحة فرصة عمل للذين هُم فى سن العمل من بين الملايين الستين.
وفكرت ثانيًا فى أن حكومة ما بعد السباق مدعوة إلى الانتقال فى شبكة الطرق الممتازة التى جرى إنشاؤها خلال السنوات المنقضية إلى مرحلة تالية.. مرحلة نستطيع فيها توظيف هذه الشبكة فى عملية إنتاج تنشأ على جانبى كل طريق.. وهذا لا بد أنه سيخدم مشروع حياة كريمة فى الاتجاه الذى أشرت إليه حالًا.
وفكرت ثالثًا فى أن حكومة ما بعد السباق مدعوة إلى قطع خطوات مضافة فى تطبيق «وثيقة سياسة ملكية الدولة» التى أصدرتها حكومة الدكتور مصطفى مدبولى، ثم قطعت فيها خطوة وربما خطوتين.. وإذا شئنا الدقة قلنا إن حكومة ما بعد السباق مدعوة إلى المضى فى تطبيق الوثيقة حتى نهايتها، وفى حيز زمنى مرئى لا يطول ولا يتباطأ.. وهذا مما سوف يخدم انتقال مشروع حياة كريمة فى الاتجاه المُشار إليه أيضًا.
فكرت.. وفكرت.. لأن هناك العديد مما يمكن أن نقوله أو نرصده باعتباره من بنود برنامج العمل الاقتصادى بالذات فى الفترة المقبلة.. إن كل مواطن اصطف أمام صناديق الاقتراع لديه أمل، وعنده الكثير من الأمنيات والأمانى، وليس مطلوبًا من حكومة ما بعد السباق الرئاسى إلا أن تكون معه على موجة الإرسال والاستقبال نفسها.
إننى ألاحظ أن لدى قصواء الخلالى مساحة أكبر من الحركة فى طرح الأفكار ونقاشها، وهذا مما يُحسب لها ولفريق عمل برنامجها، ويُحسب من قبل للشركة المتحدة مالكة القناة والقائمة على سياستها.. كما أن التحية واجبة للأستاذ بشير حسن، مدير القناة، الذى يعمل منذ اليوم الأول على أن يتميز.