3 شخصيات حاكمة مصيرها واحد

3 شخصيات حاكمة مصيرها واحد!

3 شخصيات حاكمة مصيرها واحد!

 العرب اليوم -

3 شخصيات حاكمة مصيرها واحد

بقلم: سليمان جودة

كان الكاتب الإيطالي لويجي بيراندلو هو الذي نشر مسرحية «ست شخصيات تبحث عن مؤلف» في عام 1921، وكانت هذه المسرحية هي التي حققت له من الشهرة ما لم تحققها له أي مسرحية أخرى من مسرحياته.

ولا يزال اسمه مرتبطاً بهذه المسرحية بالذات، فلا يذكره أحد إلا ويذكرها معه، بالضبط كما تَذكر الطيب صالح مثلاً فتذكر «موسم الهجرة إلى الشمال» على الفور، أو تَذكر يحيي حقي فتذكر «قنديل أم هاشم» من دون سواها من أعماله الكثيرة. وكانت «ست شخصيات تبحث عن مؤلف» من نوع المسرح العبثي الذي بدأ في الشيوع في تلك الفترة من القرن العشرين، ثم إلى فترة ممتدة بعدها، وكانت الفكرة الأساسية فيها تبدأ من العلاقة بين المؤلف وبين شخصيات أعماله وتنتهي عندها، وهي فكرة قائمة لدى كل مؤلف يكتب الأدب، وتظل تختلف في درجة حدتها من مؤلف إلى آخر، ولا فارق بين أن يكون المؤلف روائياً أو يكون مسرحياً مثل بيراندلو.

ولا يمكن أن تتابع تطورات الحرب على قطاع غزة وهي في شهرها التاسع، إلا وتجد أن الفكرة في مسرحية بيراندلو حاضرة أمامك، أو أن هذا ما وجدته من ناحيتي على الأقل، وهذا أيضاً ما لا أزال أجده كلما راجعت الأسباب التي تدعو إسرائيل إلى مواصلة حربها الوحشية كل هذه الأشهر.

ففي تل أبيب ثلاث شخصيات تنفخ في نار الحرب كلما لاحت أي فرصة لوقفها، وتقذف إليها بالمزيد من الوقود كلما ظهر أن مبادرة من مبادرات إطفاء نارها توشك أن تنجح، وتصب عليها ما يزيدها اشتعالاً كلما خمدت أو كادت تخمد.

هذه الشخصيات الثلاث هي رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش. والثلاثة يؤلفون التحالف الذي يحكم، ويمضون به في كل اتجاه وأي اتجاه، إلا أن يكون هذا الاتجاه هو وقف هذه المقتلة التي لا تريد أن تستثني شيخاً، ولا امرأةً، ولا طفلاً في أنحاء القطاع.

وقد تخيلت كثيراً لو أن هذه الشخصيات الثلاث تتحرك داخل عمل على شاكلة «ست شخصيات تبحث عن مؤلف» وتساءلت بيني وبين نفسي عما كان بيراندلو سوف يفعله معها، وهل كان سيصبر إلى آخر العمل ليتخلص منها وإلى الأبد؟ ومن شدة ارتباط كل واحد من الثلاثة بالاثنين الآخرين، فإن هذا في حد ذاته كان سيسهّل المهمة على المؤلف كثيراً؛ لأن طرد واحد منهم يكفي لطرد الاثنين المتبقيين، ولأن إسقاط شخص من بينهم كفيل بإسقاط زميليه من دون مقدمات، ولأن أحدهم إذا فكر في الذهاب فسوف يأخذ معه رفيقيه وهو يغلق من ورائه الباب.

نتنياهو يعرف أن بقاءه على رأس الحكومة مرهون ببقاء هذين الاثنين معه، ويعرف إن انسحاب أحدهما معناه أن التحالف الحاكم يفقد الأغلبية في الكنيست، وبالتالي تسقط الحكومة ويصبح على إسرائيل أن تذهب إلى انتخابات جديدة، وهي انتخابات لا تضمن عودة كتلة الليكود إلى الحكم، ولا عودة نتنياهو التي يرأسها بالتالي.

وهذه من المرات النادرة التي تكتشف فيها شخصيات ثلاث حاكمة في تل أبيب أن مصيرها واحد، وأنها إما أن تبقى معاً أو تغادر معاً، ولو توقف الأمر عند هذا الحد لهان، ولكن المعضلة الكبرى أن رئيس الحكومة مستعد لفعل أي شيء في سبيل أن يبقى، ولأنه كذلك، فإن بن غفير وسموتريتش يوظفان ذلك لصالحهما على أسوأ ما يكون التوظيف السياسي المغرض، ويتلاعبان برئيس الوزراء كما يحبان.

كم من مرة أعلن بن غفير بالذات أنه سيترك التحالف إذا لم يفعل رئيس الحكومة كذا وكذا، فلا يملك رئيس الحكومة إلا أن يفعل كذا وكذا بالضبط فلا يتباطأ ولا يتلكأ؛ لأنه يعرف أن عدم فعل كذا وكذا معناه الذهاب عن رئاسة الحكومة، وهذا آخر شيء يتخيله أو يتحمله، ولا نهاية لما يمكن أن يغامر به من موقعه كرئيس حكومة في سبيل ألا يذهب.

السؤال المهم هو كالآتي: هل هذه الشخصيات الثلاث تعبير عن تطرف شخصي لدى كل شخصية منها، أم أنها تعبير عن تيار سياسي من لونها في الدولة العبرية؟ وبمعنى آخر، هل إذا ذهبت إلى انتخابات سوف تسقط، أم أن تياراتها المتشددة مثلها سوف تحملها للحكومة من جديد، أو تحمل آخرين من اللون السياسي ذاته؟

أتخيل الشخصيات الثلاث في عمل من نوع «ست شخصيات تبحث عن مؤلف» وأتخيل المؤلف وهو يُقصيهم عند أول فرصة تسنح أمامه، فلا يشعر إلا بما يشعر به الغريق إذا بلغ الشاطئ.

arabstoday

GMT 19:33 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

لا لتعريب الطب

GMT 19:29 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

اللبنانيون واستقبال الجديد

GMT 14:05 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

شاعر الإسلام

GMT 14:02 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

الإرهاب الأخضر أو «الخمير الخضر»

GMT 14:00 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

أخطر سلاح في حرب السودان!

GMT 13:56 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

حذارِ تفويت الفرصة وكسر آمال اللبنانيين!

GMT 13:55 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

أين مقبرة كليوبترا ومارك أنطوني؟

GMT 13:52 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

نفط ليبيا في مهب النهب والإهدار

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

3 شخصيات حاكمة مصيرها واحد 3 شخصيات حاكمة مصيرها واحد



أحلام بإطلالات ناعمة وراقية في المملكة العربية السعودية

الرياض ـ العرب اليوم

GMT 09:58 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

أنغام تثير الجدل بتصريحاتها عن "صوت مصر" والزواج والاكتئاب
 العرب اليوم - أنغام تثير الجدل بتصريحاتها عن "صوت مصر" والزواج والاكتئاب

GMT 17:14 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

عاصفة ثلجية مفاجئة تضرب الولايات المتحدة

GMT 11:55 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

مصر والعرب في دافوس

GMT 11:49 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

ليل الشتاء

GMT 17:05 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتي يوافق على انتقال كايل ووكر الى ميلان الإيطالى

GMT 17:07 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

كاف يحدد مكان وتوقيت إقامة قرعة كأس أمم إفريقيا 2025

GMT 03:19 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

القوات الإسرائيلية تجبر فلسطينيين على مغادرة جنين

GMT 17:06 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

بوروسيا دورتموند يعلن رسميًا إقالة نورى شاهين

GMT 17:04 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

شهيد و4 إصابات برصاص الاحتلال في رفح الفلسطينية

GMT 17:10 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

ارتفاع حصيلة عدوان إسرائيل على غزة لـ47 ألفا و161 شهيداً

GMT 09:58 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

أنغام تثير الجدل بتصريحاتها عن "صوت مصر" والزواج والاكتئاب

GMT 09:48 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

منة شلبي تواصل نشاطها السينمائي أمام نجم جديد

GMT 17:09 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا إلى أعلى مستوى منذ نوفمبر 2023

GMT 09:23 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

لغز اليمن... في ظلّ فشل الحروب الإيرانيّة

GMT 09:55 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

هنا الزاهد تنضم إلى كريم عبد العزيز وياسمين صبري

GMT 19:45 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

هل سيغير ترمب شكل العالم؟
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab