بقلم: سليمان جودة
الهند على موعد في هذه السنة لتكون الأولى عالميًا في عدد السكان بدلًا من الصين، التي جنت عليها سياسة الطفل الواحد ثم سياسة الطفلين.
ورغم أنها تخلت عن هذه السياسة، وصار في إمكان الصينى أن يُنجب ما يشاء من الأطفال، إلا أن تلك السياسة التي اتبعتها الحكومة الصينية سنين كانت لها عواقبها، ليس فقط على مستوى التركيبة العمرية بين الصينيين، ولكن على مستوى عدد السكان في الإجمال.
وكانت الهند على موعد آخر في السنة الماضية، ربما يكون هو الأهم من موعدها المرتقب في هذه السنة، أما السبب فهو أنها استقبلت ١٠٠ مليار دولار خلال ٢٠٢٢ من جالياتها في الخارج، وكانت بهذا الرقم هي الأعلى عالميًا بين الدول التي تتلقى عُملة صعبة من جالياتها، بينما كانت مصر في المرتبة الرابعة في قائمة تحويلات الجاليات العاملة خارج الحدود.
والرقم الذي استقلبته البنوك الهندية قد يشير إلى أن الجاليات الهندية التي أرسلته هي ضخمة بالتالى، ولكن الحقيقة التي تقولها التقارير المنشورة في الموضوع تقول إن جاليات الهند في الخارج ليست على قدر ضخامة عدد سكانها كما قد نتصور عند الوهلة الأولى.
فالعدد هو ١٨ مليونًا.. والمعنى أن عدد الجاليات المصرية المقدر بعشرة ملايين في المتوسط، يزيد على نصف عدد الجاليات الهندية، ومع ذلك فتحويلات الملايين العشرة لا تكاد تصل إلى ربع تحويلات الهنود المغتربين.. فما السبب؟!.. إن حسابات الورقة والقلم تقول إن تحويلات المصريين في الخارج يجب أن تكون في حدود ٥٠ مليار دولار، إذا ما أخذنا التحويلات الهندية معيارًا في الحساب، ولكن هذا لم يحدث وأصبح ما تتلقاه البنوك المصرية نصف ما يجب أن تتلقاه.
السبب سوف تجده في معلومة أخرى تقول إن ربع الهنود المغتربين يعملون في الولايات المتحدة الأمريكية، وأجورهم عالية بالتأكيد، ثم إن تحويلاتهم كبيرة بالتالى.
ولكن هذه المعلومة لها ترجمة أخرى هي أن هذا الربع متعلم جيدًا، لأنه ليس من الممكن أن يكون الهندى الذي يعمل في أمريكا عامل بناء مثلًا أو شيئًا من هذا القبيل، ولكنه في الغالب من الذين حصلوا على تعليم من النوع الذي يؤهله للعصر، وبالذات في مجال تكنولوجيا المعلومات.
فتش عن التعليم في كل شىء، ولا تُفتش عن شىء آخر سواه.