قالها ثمانى مرات

قالها ثمانى مرات

قالها ثمانى مرات

 العرب اليوم -

قالها ثمانى مرات

بقلم: سليمان جودة

لا تزال خطبة الوداع التى ألقاها الرسول الكريم، عليه الصلاة والسلام، على جبل عرفات مرجعًا إنسانيًا، لا مرجعًا للمسلمين وحدهم كما قد يبدو الأمر عند الوهلة الأولى.. كان الرسول، عليه الصلاة والسلام، قد ألقاها فى آخر حجة له، وكان قد ألمح إلى ذلك وهو يقول للذين حضروا أمامه: لعلى لا ألقاكم بعد عامى هذا.

وهى مرجع إنسانى لا إسلامى لأن الحديث فيها من جانب الرسول، عليه الصلاة والسلام، كان موجهًا إلى الناس لا إلى المسلمين فى حدودهم.. ورغم قصر نصها وسطورها القليلة، فإن النبى، عليه الصلاة والسلام، كان كلما بدأ فقرة جديدة منها عاد ليقول: أيها الناس.

ولو شاء لقال أيها المسلمون، أو قال أيها المؤمنون، ولكن القول بصيغة «أيها الناس»، والتأكيد عليها إلى حد تكرارها ثمانى مرات، لا بد أنه مقصود من صاحب الرسالة المحمدية.. والقصد أن المعانى الواردة فى الخطبة هى إنسانية فى غالبيتها، وتخاطب الناس فى عمومهم، وتتوجه إلى الإنسان من حيث هو إنسان.

كان الرسول، عليه الصلاة والسلام، يواصل إلقاء خطبته، وكان المُبلِّغ عنه ربيعة بن أمية بن خلف، الذى كان ينقل بصوت مرتفع ما يقوله الرسول إلى الذين لم يسمعوا فى الصفوف الخلفية.. وفى نهاية الخطبة جاءت هذه العبارة: ألَا فليُبلغ الشاهد منكم الغائب.

وكان المعنى أن ربيعة إذا كان هو المُبلغ فوق جبل عرفات إلى الحاضرين من حوله، فكل واحد منا سمع بالخطبة لاحقًا، أو قرأ عنها، مدعو بالضرورة إلى أن يحمل معانيها إلى الآخرين لأنها رفيعة وسامية فى حد ذاتها.. ومن بين المعانى العالية فيها ما يلى: أيها الناس إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، كلكم من آدم، وآدم من تراب، إن أفضلكم عند الله أتقاكم، ولا فضل لعربى على أعجمى إلا بالتقوى.

هذه عبارة واحدة من بين عبارات فى الخطبة الشهيرة، وهى عبارة تتحدث عن الناس فى العموم، ولا تخصص أحدًا أو مجموعة أو طائفة منهم، وتقطع الطريق على أى عنصرية عربية، وتؤكد معيار المفاضلة لدى السماء، وهو معيار التقوى الذى لا معيار سواه.

كما أن الحديث عن أن رب الناس واحد، وعن أن الأب واحد كذلك، يريد أن يقول بوحدة البشر، وبأنهم إذا كانوا قد تفرعوا وصاروا جماعات أو دولًا، فإن عليهم ألا يغفلوا عن هذه الحقيقة، التى إذا حضرت أشاعت السلام بينهم، وكانت من بين أسباب الالتقاء لا الانقسام، ومن دواعى الأمن لهم لا الحرب بينهم.

لو استحضر الناس معانى خطبة الوداع فى حياتهم، ما كان العالم ليشقى كما يشقى الآن، وما كان هذا الشقاق الذى فى كل مكان بين الدول والأفراد على حد سواء.

arabstoday

GMT 07:45 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

«آخر الكلام»

GMT 07:27 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مش معقول.. ستة دنانير فطور صحن الحمص!

GMT 07:25 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

إنَّما المَرءُ حديثٌ بعدَه

GMT 07:23 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف النار في الجنوب اللبناني وما بعد!

GMT 07:21 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

سفينة العراق والبحث عن جبل الجودي

GMT 07:18 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

متغيرات في قراءة المشهد السوداني

GMT 07:16 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

حتى يكون ممكناً استعادة الدولة

GMT 07:13 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا: المفاجأة الكبرى أمام ترمب

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قالها ثمانى مرات قالها ثمانى مرات



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف حكيمي يمدد عقده مع باريس سان جيرمان حتي عام 2029

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:37 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 11:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مستشفى كمال عدوان بدون أكسجين أو ماء إثر قصف إسرائيلي مدمر

GMT 10:21 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل اعتقلت 770 طفلاً فلسطينيًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

GMT 12:02 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

قصف إسرائيلي يقتل 8 فلسطينيين في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة

GMT 08:39 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أجمل السراويل الرائجة هذا الموسم مع الحجاب

GMT 16:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يرد على قرار المحكمة الجنائية الدولية

GMT 17:12 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 07:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab