بقلم: سليمان جودة
الذين كانوا على موعد مع الطائرة الدرونز فى دبى قبل سنوات قليلة، وجدوا أنفسهم هذه السنة على موعد مع التاكسى الطائر.
وفى المرتين حدث ذلك أثناء أعمال قمة الحكومات العالمية، التى تنعقد فى هذا الموعد من سنة إلى سنة، والتى لا تنهى أعمالها إلا وتكون قد أعلنت عن جائزة أحسن وزير فى العالم، والتى منحت هذه الجائزة لخمسة من الوزراء فى أكثر من دولة.
كانت القمة قد أعلنت فى إحدى دوراتها عن الطائرة الدرونز، أو الطائرة المُسيّرة كما اشتهرت بين الناس، أو الطائرة التى تتحرك إلى هدفها دون طيار.. فالأسماء الثلاثة صحيحة لتلك الطائرة، التى رأيناها وقت الإعلان عنها تطير بحجمها الصغير.
ثم تحط فى حديقة بيت كانت تقصده، وهى تحمل أوراقًا يريدها صاحب البيت، فلما حصل على أوراقه أو ما كانت تحمله له أقلعت من مكانها وعادت إلى حيث أتت.
وقد بدت حين الكشف عنها وكأنها ساعى بريد العصر، الذى يحمل إليك ما تريده، ولكن بشكل خيالى لم يكن فى الحسبان.. فلم يكن أحد يتخيل من قبل أن يطير ساعى البريد بجناحين فى الهواء.
وكما أعلن الشيخ محمد بن راشد، حاكم دبى، عن تلك الطائرة فى حينها، فإنه عاد يعلن فى قمة حكومات هذه السنة عن اعتماد تصميمات محطات التاكسى الطائر، بحضور وزير شؤون مجلس وزرائه محمد القرقاوى، الذى يرأس قمة الحكومات.
والتفاصيل تقول إن التصميات لأربع محطات، وإن الأولى منها قريبة من مطار دبى، وإن التاكسى سوف يطير بين المحطات الأربع فى البداية، وإن ذلك سيكون خلال ثلاث سنوات من الآن، وإنه سيحمل أربعة أشخاص بخلاف السائق.
وإنه سيطير بسرعة تصل إلى ٣٠٠ كيلومتر فى الساعة، وإنه سيقلع ويهبط فى محطاته عموديًا كالطائرة الهليوكوبتر، وإنه سيوفر خدمة نقل فريدة، ومريحة، وانسيابية بطريقة غير مسبوقة، وإن الهدف هو تقديم خدمة حكومية جديدة للناس.
فما المعنى؟!.. المعنى أن الطائرة الدرونز، ومن بعدها التاكسى الطائر، دعوة مباشرة للحكومات إلى الطريقة الأفضل التى تكون بها فى خدمة المواطنين.