الحماية الأخرى

الحماية الأخرى

الحماية الأخرى

 العرب اليوم -

الحماية الأخرى

بقلم - سليمان جودة

لا تتوقف الدولة عن تخصيص مبالغ ضخمة لغرض الحماية الاجتماعية، وربما تكون الزيادة التى قررتها مؤخرًا فى الحد الأدنى للأجور، ومعها علاوات، وحوافز، وتعيينات، هى الرقم الأضخم الذى يتم تخصيصه لهذا الغرض.

لقد وصل الرقم إلى ١٨٠ مليار جنيه فى مجمله، وتقول تفاصيله إن الهدف منه هو حماية الملايين فى المجتمع ممن يجدون صعوبة كبيرة فى العيش وفى الحصول على الأساسيات.. وتدل ضخامة الرقم على إحساس لدى الحكومة بما يعيشه بسطاء الناس، وهذا فى حد ذاته شىء جيد، كما أنه يؤشر على درجة من المسؤولية كان لابد أن تتحلى بها الحكومة.

ولكن ما يجب ألّا تغفل عنه الحكومة هو أن دورها لا يتوقف عند منح هذه الزيادات فى صورها المختلفة، وأن مبدأ الحماية الاجتماعية فى حد ذاته فى حاجة إلى حماية أخرى!.. والحماية الأخرى ليست سوى العمل بكل الأدوات على ألّا يتسرب هذا الرقم الضخم إلى جيوب الذين يستبدون بالناس وينفردون بهم فى الأسواق.

الحماية الاجتماعية التى تلتزم بها الحكومة تجاه رعاياها تحتاج إلى حماية بدورها لأن الخوف يظل من أن يتصور المتحكمون فى الأسعار، والجشعون، والمنفلتون فى الأسواق، أن وضع هذا الرقم فى جيوب المواطنين مبرر غير مباشر لأن تظل الأسعار ترتفع بالطريقة التى ترتفع بها.

باختصار يريد كل مواطن له نصيب فى هذا الرقم أن يشعر بأن ما حصل عليه قد خفف عنه بعض الشىء فى حياته.. لا كل الشىء حتى لا نكون مبالغين.. وهذا لن يحدث إلا إذا كانت الأسواق تحت رقابة لا تغيب، ومتابعة لا تخطئ المتجاوزين فى الاتجار بأقوات الناس.

لدى الحكومة جهاز اسمه جهاز حماية المستهلك، ومن مجرد اسمه نفهم أن هذه الحماية الأخرى هى اختصاصه الأصيل، وأنه إذا فرط فيها فإنه يفرط فى مبرر وجوده من الأساس.

وعند الحكومة جهاز آخر اسمه جهاز حماية المنافسة ومنع الاحتكار، ومن مجرد اسمه نفهم أن تلك الحماية الأخرى هى مهمته الأساسية، وأنه إذا تهاون فى ممارستها فهو يتهاون فى مبرر وجوده بالدرجة نفسها أيضًا.

الحماية الاجتماعية مهمة للغاية، ولكن الحماية الأخرى أهم لأنها تضمن ألّا تتبدد الحماية الاجتماعية أو تتبخر من جيب كل مواطن، وتكفل كذلك أن تصل هذه الزيادات إلى أصحابها فلا تضل طريقها إلى الذين يستحقونها.

 

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحماية الأخرى الحماية الأخرى



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار مختلفة لجعل غرفة المعيشة مميَّزة وأكثر راحة
 العرب اليوم - أفكار مختلفة لجعل غرفة المعيشة مميَّزة وأكثر راحة

GMT 02:44 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية
 العرب اليوم - القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط
 العرب اليوم - 3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 05:58 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 12:50 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

موسكو تدعو "حماس" إلى الإفراج "الفوري" عن مواطنين روسيين

GMT 12:48 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

انفجار قوي يهز العاصمة السورية دمشق ويجري التحقق من طبيعته

GMT 13:31 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب تطرح ميزة “مسودات الرسائل” الجديدة

GMT 13:26 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 20:44 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترمب يُعدّ قائمة بمسؤولين في البنتاغون لفصلهم

GMT 02:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

استشهاد أكثر من 40 شخصًا في غارات إسرائيلية على لبنان

GMT 10:37 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف 3 قواعد إسرائيلية برشقات صاروخية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab