بقلم: سليمان جودة
أعرف الأستاذ مبارك الخرينج منذ أن كان نائبًا لرئيس مجلس الأمة فى الكويت، وأيضًا منذ أن كان على رأس لجنة الصداقة البرلمانية الكويتية المصرية، وفى الحالتين كان مُحِبًّا لمصر مدافعًا عن قضاياها فى كل محفل.
كان طوال وجوده فى هذين الموقعين المهمين على غرام بالمحروسة، وكان يحرص على إبداء الحب الصادق لها فى كل مناسبة.. وفى كل مرة جاء فيها إلى القاهرة أمير الكويت، الشيخ مشعل الأحمد، أو الشيخ صباح الأحمد من قبل، كنت تجد الرجل فى المقدمة يشجع ويرحب، ثم يدعو إلى المزيد من تعميق الروابط بين البلدين، وكان يفعل هذا نفسه فى كل مرة ذهب فيها الرئيس السيسى إلى الكويت.
وما إن قيل فى الإعلام إن الرئيس فى الطريق إلى الكويت، حتى كان هو قد بادر إلى نشر ترحيب بالرئيس والزيارة فى صدر الصفحة الأولى من صحيفة الصباح الكويتية، ولم يشأ أن يكتفى بذلك ولكنه كتب يحتفى على صفحته فى منصة إكس وبأقوى الكلمات.
وهو يفعل هذا كله بمشاعر صادقة.. إنه إنسان مُحِبّ ولا شىء آخر.. وقد بقى يمارس ما يحبه وقت أن كان فى المناصب أو المواقع التى شغلها، ثم بقى يمارسه الآن مجردًا من كل موقع وكل منصب.
ولا شك أن كل عاصمة عربية فى حاجة إلى مثل هذه المشاعر الوطنية المجردة لدى مواطنيها تجاه بقية عواصم العرب.. فما أحوج العرب إلى ذلك فى وقت يجدون أنفسهم فيما هُم فيه مما نراه، ومما يحيط بهم ويستهدفهم من كل اتجاه.. إن هذه المشاعر تظل بمثابة المناعة المدعوة إلى الحضور فى الجسد العربى العام.
لقد رأينا كيف جرى استهداف ما بين القاهرة والدوحة، وقد كان يكفى أن تكون الأخبار التى راجت صادرة عن إسرائيل لنعرف أن لها أهدافًا أخرى لا نراها.. كان من الواضح أن الوقيعة بين العاصمتين هى الهدف، ولو كان هناك شىء مما قيل، ما كان الرئيس قد زار الدوحة بعدها بأيام.. والمعنى أن نحتاط مما يجرى نشره والترويج له على ما يسمى مواقع التواصل بالذات.
وسوف تبقى محبة مبارك الخرينج لمصر والمصريين نموذجًا يتجسد أمامى كلما اختلفت عاصمة عربية مع عاصمة عربية أخرى.. فمثل هذه المحبة الخالصة لديه مطلوبة بين كل عربى وعربى لأن رابطة العروبة قادرة على وصل ما ينقطع بيننا، وهى مدعوة إلى أن تكون قائمة أمامنا فى كل الأوقات لأن الخصوم يسعدهم أن يُغيِّبوها ما استطاعوا.