بقلم: سليمان جودة
انقلب الحال بين أمريكا على الشاطئ الغربى للمحيط الأطلنطى، وأوروبا على شاطئه الشرقى، إلى حد أن ترامب أعلن أن الاتحاد الأوروبى نشأ فى الأصل للإضرار ببلاده!.. هذا كلام لا يكاد المرء يصدقه، ولكنه قيل على لسان ساكن البيت الأبيض فى العلن!
وما يقوله الرئيس الأمريكى بهذا الشأن ليس سرًا، ولا هو يقال للمرة الأولى، ولكن يوجد أمريكيون يقولونه همسًا، أو يتصرفون بما ينطق به دون أن يقولوه، وكل ما اختلف مع ترامب أنه صرح به جريًا على صراحته الزائدة على الحد.
ولو أن أحدًا عاد إلى الأيام التى كانت بريطانيا تخرج فيها من الاتحاد، فسوف يلاحظ أن واشنطن كانت تُشجع الحكومة البريطانية على الخروج وكانت تُزينه فى عينيها، وكان حماس الأمريكيين لخروج البريطانيين أيامها ينطق بما يقوله الرئيس الأمريكى هذه الأيام، ولكن بشكل غير مباشر وبطريقة لا تجرح الأوروبيين، وكان السبب أن ساكن البيت الأبيض وقتها لم يكن بهذا الوجه المكشوف الذى يتصف به ترامب!.. ولابد أن التخلى الذى أظهره الرئيس الأمريكى منذ اللحظة الأولى عن أوكرانيا فى مواجهة الروس، يقول المعنى نفسه الذى يقوله عن الاتحاد، ولكن بأسلوب مختلف!
وعندما قيل له، على لسان السير كير ستارمر، رئيس وزراء بريطانيا، إن الأوكرانيين فى حاجة إلى ضمانات أمنية فى سبيل إنهاء حربهم مع الروس، فإن ترامب رد بأن أوكرانيا فى حاجة بال