بقلم - سليمان جودة
هذه الأيام تمتلئ الصحف والطرق كالعادة بإعلانات عن مسلسلات وأعمال رمضان.. فلا تكاد تمر على طريق إلا وتجد نفسك محاصراً باللوحات الإعلانية الطويلة العريضة، ولا تكاد تفتح صحيفة حتى تجد نفسك أمام صفحات وصفحات، وكلها تحمل صوراً لفنانين وفنانات بالطول والعرض.. ولكنها المرة الأولى التى تخلو فيها هذه الإعلانات من عمل لعادل إمام!
وعلى مدى سنين مضت كان الفنان الكبير يحجز مكانه مبكراً بين مسلسلات الشهر، وكانت المكانة تضاف إلى المكان مع عرض كل حلقة جديدة من المسلسل، وكان مجرد وجود اسمه على المسلسل، أياً كان عنوانه، وأياً كان موضوعه، يضمن الإقبال الكثيف للمشاهدين!.
تماماً كما كان يقال عن محمد التابعى فى الصحافة زمان.. كان يقال إنه لو كتب «ريان يا فجل» فسوف يتابعه القارئ كما يتابعه فى أى موضوع!.
طوال سنوات كان عادل حاضراً، وكان عمله رقم واحد بين الأعمال، ولم يحدث أن أخلف موعده مع مشاهديه إلا سنة واحدة كانت خارجة عن إرادته كفنان.. ولكن هذا العام يختلف، لأنه من الواضح أن الغياب برغبته وإرادته، وأنه حسبها منذ وقت مبكر وقرر البقاء فى البيت مشاهداً لا مشاركاً!.
ولا بد أن قناة «إم بى سى مصر» التى تفردت به طوال السنوات الماضية تشعر بأنها ينقصها شىء ما فى هذه السنة، فلقد ارتبطت به وارتبط هو بها.. إننى أعرف مشاهدين كثيرين كانوا يضبطون المؤشر على مسلسل عادل إمام طول الشهر، وقد حاولت هى تعويض غيابه فحشدت على شاشتها أكثر من عمل بأكثر من نجمة ونجم.. وقد كانت ولا تزال شاشة شابة ومتجددة!.
أما الزعيم فسوف يظل صاحب مذاق خاص فيما يقدمه، وسوف يظل قادراً على أن يقدم الفكرة مع الكوميديا الراقية التى يضحك لها المشاهد من قلبه، ثم لا يجد مشكلة فى أن يشاهد ما يتابعه وسط أفراد الأسرة.. فلا شىء خارجا على القيم التى تواضع عليها المجتمع، ولا لفظ من الألفاظ التى تجرح الأُذن، ولا نكتة بايخة من النكات التى تسمعها على النواصى والمقاهى.. لا شىء من هذا كله لأنه فنان يحترم مشاهديه!.
ولا تعرف لماذا اتخذ عادل إمام قرار الغياب؟!.. هل لأنه كان يخشى هجمة مفاجئة من كورونا فى استوديوهات التصوير؟!.. ربما.. ولكن فنانين كباراً صوروا وعرفوا كيف يتفادون هجمات الفيروس.. هل لأنه لم يجد النص الذى يرضى عنه ويقدمه؟!.. أم لأنه أحس بأنه قدم كل ما كان يرغب فى تقديمه ولا بد من الجديد؟!.. هذه كلها تخمينات وتساؤلات حائرة لأنه لم يصرح بشىء.. ولكن حضور النجمة يسرا والنجم يحيى الفخرانى سوف يعوض غيابه على نحو من الأنحاء، مع الإقرار مسبقاً بأن غياب فنان فى حجمه لا يعوض غيابه شىء