موقعان على الخريطة

موقعان على الخريطة

موقعان على الخريطة

 العرب اليوم -

موقعان على الخريطة

بقلم: سليمان جودة

لستَ فى حاجة إلى أن تكون عربيًّا لتتعاطف مع القضية فى فلسطين، ولكن يكفى أن تكون إنسانًا ليكون لهذا التعاطف مكان واسع فى وجدانك الحى.

ولن تجد هذا التعاطف متجسدًا فى مسؤول خارج المنطقة بقدر ما سوف تجده فى الرئيس البرازيلى لولا دا سيلفا، الذى طار من بلاده إلى الاجتماعات السنوية لمنظمة الأمم المتحدة فى نيويورك ليعلن تعاطفه كما لم يعلنه مسؤول سواه من فوق منصة المنظمة.

إن المسافة بين فلسطين على الخريطة وبين البرازيل تُقاس بآلاف الأميال، وهى مسافة تقطعها الطائرة فى ١٥ ساعة تقريبًا، ولكن القرب فى هذه الحالة بين الموقعين على الخريطة ليس قرب مكان، وإنما هو قرب أحاسيس ومشاعر.. ولا بد أن الخلفية الاجتماعية المتواضعة التى جاء منها الرئيس دا سيلفا قد جعلته يتعاطف بالفطرة مع كل أصحاب قضية عادلة.. ولا شك أنه لم يجد أصحاب قضية على ظهر الكوكب أشد وقوعًا تحت وطأة الظلم من أهل فلسطين.. فالرجل لا يخفى طبيعة خلفيته الاجتماعية التى شب فيها، ولا يدارى أنه اشتغل ماسح أحذية فى فترة من فترات طفولته، وربما هذا تحديدًا هو الذى جعله أشد إحساسًا بوطأة الفقر والظلم والجوع فى نفوس الناس.

وعندما جرى انتخابه رئيسًا، قبل شهور، للمرة الثالثة، قال إن القضاء على الفقر التزام لدى حكومته، وإنه التزام لا ينافسه شىء آخر فى أجندة عمل الحكومة.. وكان قد قطع فى هذا الطريق خطوات خلال ولايتيه السابقتين، فلما عرض نفسه على الناخبين للمرة الثالثة لم يترددوا فى إعطائه الثقة من جديد.

ولما جاء إلى مقر المنظمة فى نيويورك يخطب فى الحاضرين، بادر فمنح الرئيس الفلسطينى محمود عباس والوفد الفلسطينى تحيةً خاصة.. وحين ميّز بينهم وبين كافة الحاضرين، فإنه أراد أن يقول إن هؤلاء ومَنْ وراءهم فى أرضهم المحتلة أَوْلى بالرعاية فى الاجتماعات التى تنعقد فى نيويورك فى هذا الموعد من كل سنة.

وقد لخص حرب السنة الكاملة التى أعلنتها إسرائيل على قطاع غزة فى ٧ أكتوبر من السنة الماضية، فقال إن حق الدفاع عن النفس لدى حكومة التطرف فى تل أبيب قد تحوّل إلى نوع غير مسبوق من الانتقام.

ورغم أن كلمات خطابه كانت قليلة، فإنها كانت كبيرة فى معانيها، فهو لم يشأ أن يترك قضية تخص الضعفاء فى الأرض دون أن يتوقف عندها، أو يعلق المسؤولية عنها فى رقبة المجتمعين فى الأمم المتحدة، وهو قد أعلى من الرابطة الإنسانية بين الشعوب فجعلها فى أرفع مكان، وقدمها على كل ما عداها من روابط، وقد فعل ذلك عن تجربة حياتية عمقت كل ما هو إنسانى فى داخله وأعطته الأولوية على ما عداه.

arabstoday

GMT 06:57 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 06:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 06:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 06:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 06:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 06:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

GMT 06:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الفاتيكان... ومرثية غزة الجريحة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

موقعان على الخريطة موقعان على الخريطة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية
 العرب اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
 العرب اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف حكيمي يمدد عقده مع باريس سان جيرمان حتي عام 2029

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:37 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 11:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مستشفى كمال عدوان بدون أكسجين أو ماء إثر قصف إسرائيلي مدمر

GMT 10:21 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل اعتقلت 770 طفلاً فلسطينيًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

GMT 12:02 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

قصف إسرائيلي يقتل 8 فلسطينيين في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة

GMT 08:39 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أجمل السراويل الرائجة هذا الموسم مع الحجاب

GMT 16:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يرد على قرار المحكمة الجنائية الدولية

GMT 17:12 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 07:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab