بقلم : سليمان جودة
تحظى النجمة السورية منى واصف بمتابعة كبيرة هذه الأيام لسببين؛ أولهما مشهد عودة ابنها إلى مطار دمشق بعد سنوات من الغياب، وثانيهما أنها البطلة فى مسلسل «ليالى روكسى» الذى تعرضه الشاشة الصغيرة فى رمضان.
كان ابنها عمار عبد الحميد قد غاب سنين لا يستطيع فيها العودة إلى بلاده، وكان السبب أنه ممن عارضوا بشار الأسد، الذى لما سقط بدأ الغائبون فى العودة. وكان مشهد لقاء الأم مع الابن فى مطار دمشق من المشاهد التى سجلها الموبايل فى أيدى الحاضرين، ومن بعدها استحوذ المشهد على النسبة الأعلى من المشاهدة على مواقع التواصل الاجتماعى.
وقد كانت سنوات بشار فى الحكم سنوات انقسام بين الفنانين السوريين، فالذين لم يعارضوه عاشوا فى دمشق يتقون شره بما يستطيعون، والذين عارضوه خرجوا بغير رجعة، وبعضهم جاء إلى القاهرة وصار من نجومها. وفى مرحلة ما بعد سقوطه، تشاجر الفريقان وتشاتموا على مواقع التواصل، ولكن هذه كانت قصة أخرى طويلة. ولا نزال نذكر أن الفنان جمال سليمان لما عاد إلى دمشق، راح يُقبّل أرض المطار شاكرًا السماء على عودته بعد طول غياب.
أما منى واصف، فلقد بقيت فى الشام ولم تغادر، وكان فنها هو همها الأول، والذين يتابعون الدراما السورية يعرفون أن «واصف» كانت حاضرة فى القلب منها طوال السنوات الماضية، ولم يكن عام يمر إلا وكان لها فيه عمل فنى جديد يتابعه جمهورها باهتمام.
وهى تعود هذا الموسم لتقدم «ليالى روكسى»، الذى إذا وقعت عيناك على مشهد منه، فسوف تظل تتابعه إلى حلقته الأخيرة، وسوف تتكفل اللهجة السورية الجميلة بأن تجعلك مشدودًا إلى حلقاته على طول شهر الصيام.
ومنذ البداية، سوف تجد موسيقى المقدمة والنهاية من النوع الذى إذا تناهى إلى أذنيك، أحببته على الفور وتآلفت معه، ومن بعد ذلك سوف تظل تميزه وتتعرف عليه منذ الجملة الموسيقية الأولى.
إن الدراما السورية فن رائع، واللهجة السورية أو الشامية عمومًا شيء أروع، وفى «ليالى روكسى» سوف تجد أنك أمام مباراة فى الأداء بين منى واصف، ودريد لحام، وأيمن زيدان، وسلاف فواخرجى، وغيرهم من عشرات الوجوه التى عرفها جمهور هذه الدراما منذ أن أُذيع مسلسل «باب الحارة» الشهير على الناس. فمن هذا المسلسل بالذات، انتبه المشاهدون إلى أن فى الدنيا دراما بديعة، وأن هذه الدراما سورية، وأنها تستحق منك أن تراها.