«نوال» التى مرت من هنا

«نوال» التى مرت من هنا!

«نوال» التى مرت من هنا!

 العرب اليوم -

«نوال» التى مرت من هنا

بقلم - سليمان جودة

لم يبخل القدر على الدكتورة نوال السعداوى، فاختار لها رحيلها فى يوم ليس ككل الأيام، وكان ذلك وكأنه تكريم مضاعف فى ختام مشوارها يوم الرحيل!.

ماتت فى 21 مارس الذى لا يوافق عيد الأم فقط، وإنما أيضًا يوافق بدء أيام الربيع، وسوف يظل ذلك من دواعى استعادة سيرتها فى هذا اليوم من كل سنة!.. عاشت يرحمها الله تشعر بأن بلدها لا يعطيها المكانة التى تستحقها، فانحاز القدر إليها وراح يعوضها فى يوم المغادرة، وكأنه يعطيها من التكريم ما عاشت تنتظره، ثم كأنه يمنحها ما لم تحصل عليه فى حياتها!.

وأظن أن هذا التكريم له سبب.. فالسماء تعرف أن نوال السعداوى عاشت صادقة مع نفسها، بمثل ما كانت صادقة مع غيرها!.. كان الصدق عندها قيمة تعلو كل القيم.. ولو لم تكن صادقة ما كانت هى الكاتبة التى عرفناها، ولا كانت صاحبة الرأى التى تابعناها، ولا كانت امرأة المواقف التى عايشناها!

كنت أزورها منذ سنوات فى جمعية تضامن المرأة التى أسّستها فى حى المنيرة، وكانت الجمعية منارة مضيئة فى أيامها، ولم تكن هناك سيدة فى البلد قادرة على إضاءة الجمعية كما فعلت نوال السعداوى.. ولا أزال أذكر مرة جاءت فيها بالدكتور فرج فودة والكاتبة صافيناز كاظم، ووضعتهما فوق المنصة يتحاوران!.. كان يومًا لا يُنسى.. وقد انتهى بانسحاب صافيناز كاظم غاضبةً من الحوار!.

كنا نتواصل خلال سنواتها الأخيرة، وكانت تضحك وهى تروى لى أن خصومها لا يطيقون مجرد وجودها، وأنهم يطلقون شائعات عن وفاتها كل فترة، وأنها تطالع الشائعات منشورة وتضحك من قلبها على سذاجة الخصوم الذين لا ينتبهون إلى أن رحيلها بيد خالقها وحده!.

وحين أعلنت عزمها خوض انتخابات الرئاسة فى 2005، فإنها كانت تتخذ خطوة لم تتجاسر عليها مصرية عداها.. تمامًا كما أن ظهورها على غلاف مجلة تايم الأمريكية فى 1981 كان ذهابًا منها إلى أرض لم تذهب إليها امرأة عربية سواها!.

وعندما أهدتنى كتابها «مذكراتى فى سجن النساء» رأيت فيه شجاعة نادرة، ليس فقط فى القدرة على إبداء الرأى دون خوف، ولكن أيضًا فى الحرص على التعبير عما تراه دون حسابات، ولا مواءمات، ولا توازنات!.. إن كتاباتها باقية، ومنها سوف يتعرف الناس أكثر على هذه السيدة الرائعة بعد رحيلها، وسوف يذكرون كلما طالعوا لها كتابًا أن امرأةً قويةً مرت ذات يوم من هنا

arabstoday

GMT 08:40 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 06:34 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

المصريون والأحزاب

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«نوال» التى مرت من هنا «نوال» التى مرت من هنا



أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:24 2025 الأحد ,23 شباط / فبراير

نهج التأسيس... وتأسيس النهج

GMT 07:29 2025 الأحد ,23 شباط / فبراير

كم سيندم لبنان على فرصة اتفاق 17 أيّار...

GMT 05:50 2025 الأحد ,23 شباط / فبراير

حقائق غامضة

GMT 18:20 2025 السبت ,22 شباط / فبراير

إنستجرام يضيف ميزات جديدة للرسائل المباشرة

GMT 09:50 2025 السبت ,22 شباط / فبراير

أنغام تتألق في حفل تكريم عبدالله الرويشد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab