ذنب حكومة الملكة

ذنب حكومة الملكة

ذنب حكومة الملكة

 العرب اليوم -

ذنب حكومة الملكة

بقلم : سليمان جودة

 

ضحكت وأنا أقرأ أن ديڤيد لامى، وزير الخارجية البريطانى، يرفض تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.. ولكنه «ضحك كالبكا» كما كان أبو الطيب المتنبى يقول.

أما السبب فهو أن إسرائيل تظل «صنيعة بريطانية» أكثر مما هى صنيعة لأى بلد آخر، ولم يكن وعد أرثر بلفور الشهير إلا عنوانًا للموضوع. كان ذلك عندما أعلن بلفور الذى جلس على نفس الكرسى الذى يجلس عليه الوزير لامى، أن حكومة جلالة الملكة فى لندن تنظر بعين العطف إلى قضية إقامة وطن قومى لليهود فى فلسطين.

لقد حدث هذا فى 1917، ومن بعدها تدفقت هجرات اليهود إلى أرض فلسطين، ثم راحت تتدفق من بلاد الإنجليز ومن غير بلاد الإنجليز، إلى أن قامت إسرائيل فى 15 مايو 1948، فكان ما كان مما نذكره، «فَظُن خيرًا- كما قال الشاعر- ولا تسأل عن السبب»، وإنْ كان موضوع إسرائيل لا خير فيه على عكس ما دعانا إليه الشاعر القديم.

لا نستطيع بالطبع أن نأخذ الوزير لامى بجريرة الوزير بلفور، لأن الوزير الحالى لم يكن قد جاء إلى الدنيا أصلًا عندما صدر الوعد المشؤوم، ولذلك، فإن الحديث هو عن سياسة بريطانية أدت فى بدايات القرن الماضى إلى ما أدت إليه، وساهمت بنصيب الأسد فى زراعة إسرائيل فى قلب هذه المنطقة، رغم أن أماكن بديلة كانت متاحة وكانت متوفرة.

كان هناك مكان بديل فى منطقة القرم الروسية، وكان هناك مكان بديل آخر فى إفريقيا وبالتحديد فى أرض أوغندا، وكان هناك مكان بديل ثالث فى أمريكا الجنوبية.. ولكن بدا أن اليهود وقتها كانوا يتوحمون على أرض فلسطين بالذات!.

ولو كان الأمر متروكًا لليهود وقتها بمفردهم، ما كانت إسرائيل قد قامت فى أرض فلسطين، ولكن الوعد البريطانى هو الذى أغراهم بالهجرة إلى الأراضى الفلسطينية، وهو الذى كان يدفعهم إلى مواصلة الهجرة كلما بدا أنهم ليسوا متحمسين لأن يأتوا حيث أعطاهم الوعد، الذى جنى على المنطقة والعالم كما نرى من عواقبه وتداعياته، ولم تتوقف جنايته عند حد استيلاء مهاجرين يهود على أرض ليست أرضهم.

قد يكون الوزير ديڤيد لامى جادًا فيما يعلن ويقول، وقد يكون موقفه فى حقيقته على النقيض مما كان عليه موقف سلفه بلفور، ولا نستطيع بالتأكيد أن نفتش فى نواياه، ولكن الشىء بالشىء يُذكر دائمًا، لعل الناس لا تنسى ما كان ذات يوم، ولعل حكومة الملك فى عاصمة الضباب تُكفّر اليوم عن ذنب حكومة الملكة زمان.

arabstoday

GMT 12:52 2025 الثلاثاء ,04 آذار/ مارس

قمةٌ لا تحتمل بَيانًا فضفاضًا

GMT 12:51 2025 الثلاثاء ,04 آذار/ مارس

ترامب وزيلنسكى.. عودة منطق القوة الغاشمة!

GMT 12:50 2025 الثلاثاء ,04 آذار/ مارس

هل يتأهل المحليون هذه المرة؟

GMT 04:24 2025 الثلاثاء ,04 آذار/ مارس

... وبصل ألماني

GMT 04:22 2025 الثلاثاء ,04 آذار/ مارس

عبير الكتب: مارون والمتنبّي والرأس الضخم

GMT 04:21 2025 الثلاثاء ,04 آذار/ مارس

الرابحون والخاسرون من مواجهة ترمب وزيلينسكي

GMT 04:18 2025 الثلاثاء ,04 آذار/ مارس

عودة مصطفى الكاظمي إلى العراق

GMT 04:16 2025 الثلاثاء ,04 آذار/ مارس

ترمب والثورة الثانية والتاريخ

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ذنب حكومة الملكة ذنب حكومة الملكة



أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 18:56 2025 الأحد ,02 آذار/ مارس

أسعار النفط تسجل 3% خسارة شهرية

GMT 00:25 2025 الإثنين ,03 آذار/ مارس

إضراب عمال مطار ميونيخ يشل حركة الطيران
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab