بقلم : سليمان جودة
هل كانت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة، فى حاجة إلى أن تنتظر حتى يدعوها الرئيس إلى تنظيم حملات توعية للتعريف بمشروع التأمين الصحى الشامل؟!
لم تكن طبعًا فى حاجة إلى الانتظار، فالموضوع موضوعها، وهى المسؤولة عن حقيبة الصحة فى حكومة الدكتور مصطفى مدبولى، لكنها انتظرت وتأخرت كثيرًا بكل أسف، وكان الأجدى أن تبادر وتبدأ حملات مبكرة من نوع ما دعا إليه رأس الدولة!.. ولأنها انتظرت وتأخرت طويلًا، فالمشروع يمشى على قدميه بقوة الدفع الذاتية، وبقوة دفع رئاسية تؤمن به منذ البداية، وتدعمه، وتتابعه بانتظام.. وقد كان اجتماع الأحد مع الرئيس، بحضور الدكتور مدبولى والوزيرة، حلقة جديدة ومضافة من حلقات متابعات الرئيس التى لا تتوقف!.
إن مشروعًا للتأمين الصحى الشامل من نوع ما نتكلم عنه، هو مشروع غير مسبوق على مستواه، وهو مشروع يحتفل بأغلى ما لدى المواطن.. يحتفل بصحته.. وهو مشروع يغطى الجمهورية على مراحل، وهو مشروع بدأ تجريبيًّا بالفعل فى بورسعيد قبل شهور، وهو مشروع سوف ينطلق فى الأقصر وفى جنوب سيناء فى مارس المقبل، وهو مشروع سوف يمتد بعد ذلك إلى باقى المحافظات ليشملها جميعًا!.
هذا كله يجرى وفق جدول، وحسب برنامج له مراحله الموضوعة مسبقًا.. لكن المشكلة أن مشروعًا بهذا الحجم، وبهذا الطموح، وبهذا السقف العالى، ليس واصلًا إلى الناس كما يجب، وقد كان الأولى أن يصل، وأن يحظى بالمساندة من قطاعات الرأى العام المختلفة فى البلد!.
إننى أصادف فى طريقى مواطنين كثيرين يسألون عن تفاصيل فى المشروع، وعن الطريقة التى سيشترك بها كل واحد منهم فيه، وعن المزايا التى يحملها إليهم، وعما سيتحمله كل واحد فيهم ليشترك، وعن.. وعن.. إلى آخر التساؤلات الكثيرة التى يمكن أن يثيرها مشروع مثله فى عقل كل مواطن!.
لكنهم لا يجدون أحدًا يجيب عليهم، ولا يعثرون على إجابات لهذه التساؤلات الحائرة، وكأن المشروع يخص آخرين، ولا يخصهم هم فى كل موقع!.
هؤلاء المواطنون الحائرون كانوا بالتأكيد يرغبون فى أن يعرفوا من الوزيرة لماذا بورسعيد أولًا وليس الإسماعيلية مثلًا؟!.. ولماذا الأقصر وجنوب سيناء ثانيًا وليس قنا وشمال سيناء على سبيل المثال؟!.. وماذا فى المشروع على وجه التحديد مما يمكن أن يدفع كل مواطن إلى التفاؤل، ويجعله أقرب إلى الأمل منه إلى أى شىء آخر؟!.
تساؤلات عديدة تنتظر استدراك ما فات بسرعة، ثم تنتظر أن تتلقى الوزيرة تنبيهًا ممن يعنيه الأمر فى الدولة بأن فى مصر إعلامًا تخاصمه هى ولا تعرفه!.