بقلم - سليمان جودة
«إلهان عمر» وجه سياسى أمريكى معروف، وهى سيدة سمراء من أصل صومالى، وقد جرى انتخابها عضوًا في مجلس النواب الأمريكى عن ولاية مينيسوتا في ٢٠١٦.
وفى وقت من الأوقات، كان المجلس يضم نجمتين في العمل البرلمانى، وكانت إلهان هي النجمة الأولى، والثانية هي رشيدة طليب، التي تنتمى إلى أصول فلسطينية، والتى جرى انتخابها عضوًا هي الأخرى ولكن عن ولاية ميتشيجان.
وقد شغلت إلهان حديث الإعلام في الولايات المتحدة وخارجها طوال أيام مضت، وكان السبب أن الجمهوريين الذين امتلكوا أغلبية في مجلس النواب خلال انتخابات التجديد النصفى في نوفمبر قد جردوها من عضوية لجنة الشؤون الخارجية.
وإذا كانت الولايات المتحدة قد عرفت إرهاب المكارثية في النصف الأول من القرن العشرين، وإذا كان نائب مجلس الشيوخ وقتها جوزيف مكارثى قد راح يطارد كثيرين ويتهمهم بأنهم شيوعيون، فالنائبة إلهان عمر تعرضت لمكارثية من نوع جديد في القرن الحادى والعشرين!.
في النصف الأول من القرن الماضى كانت تهمة الشيوعية كفيلة بإلقاء أمريكيين وراء الشمس، وكان النائب مكارثى يُشهر سلاح مكارثيته في وجه كل الخصوم السياسيين.. وقد اشتهرت المكارثية أيامها وبعدها، وكانت بقعة سوداء في ثوب السياسة الأمريكية.
وكانت سلاحًا من أسلحة الارهاب السياسى.. والمفارقة أن الرجل الذي طرد إلهان من اللجنة يحمل الاسم نفسه، فهو جوزيف مكارثى الذي يتولى زعامة الأغلبية الجمهورية في مجلس النواب، والذى وصل إلى زعامة الأغلبية بصعوبة بالغة.
ولا يوجد فرق كبير بين المكارثية القديمة والجديدة، لأن الذين طاردهم مكارثى القديم بتهمة الشيوعية، إذا كانوا قد فقدوا وظائفهم بسبب تلك التهمة، فالذين قرر مكارثى الجديد أن يطاردهم ويطردهم، وفى المقدمة منهم إلهان عمر، يواجهون تهمة جديدة هي إطلاق تصريحات معادية لإسرائيل.
والحقيقة أن النائبة المطرودة لا تعادى إسرائيل، ولكنها تعادى سياستها في الأراضى الفلسطينية المحتلة.. وهناك فارق ضخم بين أن تعادى الدولة وبين أن تعادى سياستها وتعترض عليها.
ولكن هذا لا يعرفه الجمهوريون بالطبع ولا يأتى على هواهم في المجلس، ولذلك حرموا إلهان من جنة اللجنة، وقرروا طردها إلى خارج الجنة التي لا يدخلها معادون من أمثال النائبة السمراء.