بقلم - سليمان جودة
إذا كان قد فاتك أن تتابع حديث الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب من أول رمضان، فأنت مدعو إلى أن تتابعه على القناة الأولى فى الأيام المتبقية من الشهر.. وإذا لم تدركه على القناة الأولى التى تذيعه قبل الإفطار بساعة، ففى إمكانك أن تجده على إذاعة القرآن الكريم، أو قناة الحياة، أو الفضائية المصرية، أو قناة أبوظبى، أو تليفزيون البحرين.
ولا شك فى أن الدكتور الطيب يحظى بدرجة عالية من القبول لدى الناس، وهو يحظى بذلك هنا وفى خارج البلد، وربما كان هذا هو الذى خلق علاقة من نوع فريد بينه وبين البابا فرنسيس الأول، بابا الڤاتيكان، ولولا علاقتهما الممتدة من سنين، ما كان من الممكن توقيع «وثيقة الأخوة الإنسانية» فى أبوظبى، فى الرابع من فبراير ٢٠١٩، وما كان من الممكن خروج الوثيقة إلى النور.
وفى حديثه الذى انطلق مع بداية الشهر الكريم، راح الإمام الأكبر يقدم ما يراه فى صالح الفرد والجماعة، وما ينفع الناس فى العموم، بصرف النظر عن ديانة هؤلاء الناس.. فمن هذه الأرضية انطلقت الوثيقة، وعليها تعمل إلى الآن وسوف تظل تعمل.
ومع بدء حلقات العشر الأواخر من رمضان أخذ الدكتور الطيب موضوعًا محددًا وقرر أن يضعه فى إطار، لعلنا ننتبه إلى أهميته فى حياتنا، ثم ضرورته فى ذهابنا إلى مستقبل يليق بنا ونستحقه.. هذا الموضوع هو «الأسرة» باعتبارها الأساس الأول الذى ينهض عليه المجتمع المتماسك.
وليس خافيًا على أحد أن مفهوم الأسرة يتعرض فى مجتمعنا لهدم كثير منذ فترة.. ولذلك.. فحديث الرجل عنها يأتى فى وقته، كما أن متابعة هذا الحديث فرض عين على كل واحد فينا، لأن فيه صورة مكتملة للكثير من الموضوعات الحياتية التى تشغلك.
وقد أعجبنى أن يؤصل الإمام الأكبر للأسرة من حيث النشأة الأولى، وأعجبنى أن يشير إلى أن آدم الزوج كان قد وضع أساس أول أسرة مع حواء الزوجة.. فهكذا أراد الله تعالى فى بداية البدايات.. وفى مرحلة تالية كان نوح عليه السلام فى مقام الأب الثانى للبشر، وكان ذلك عندما أرسلت السماء طوفانها على الأرض، وأمرت النبى نوح أن يركب سفينته وأن يأخذ معه «من كلٍ زوجين اثنين» كما جاء فى سورة هود عليه السلام.. والمعنى أن الأسرة تقوم على الرجل الزوج والمرأة الزوجة وما قد يكون بينهما من أولاد.. ولا تقوم على أساس آخر.. ولأن الأسرة هى أساس المجتمع، ولأنه لا مجتمع بغير أسرة قوية، فالشرع قد جعل من عقد الزواج عقدًا مقدسًا، وأحاطه بكل الضمانات التى تكفل نجاحه واستمراره ووصوله إلى غايته.
وإذا كان مجلس حكماء المسلمين هو الذى أنتج حلقات الإمام الأكبر، فإننى أتمنى لو استطاع المستشار محمد عبد السلام، أمين عام المجلس، أن يتيح الحلقات فى كل مكان، وأن يجعلها هواء يتنفسه الناس.