روى السادات لأنيس

روى السادات لأنيس

روى السادات لأنيس

 العرب اليوم -

روى السادات لأنيس

بقلم - سليمان جودة

جاء يومٌ طلب فيه السادات من أنيس منصور أن يبدأ فى إصدار مجلة سياسية جديدة، وأن تكون قريبة من مجلة «الحوادث» اللبنانية لصاحبها سليم اللوزى. كان السادات يتابعها وكانت تعجبه، فلما صدرت مجلة «أكتوبر» فى ٣١ أكتوبر ١٩٧٦ ملأت الدنيا وشغلت الناس.

وكان مما جعلها تملأ الدنيا وتشغل الناس، أن أنيس منصور كان رئيسًا لتحريرها، وأن السادات قد اختصها بمذكراته، تنشرها على حلقات، وأنه طلب من رئيس التحرير ألا يتم نشر المذكرات فى أى مطبوعة أخرى بالتوازى.. فإذا أرادت أى مجلة أو جريدة نشر ما تنشره «أكتوبر» فليكن ذلك لاحقًا وليس مع المجلة.. وقد جاءت صحف ومجلات كثيرة تعرض دفع الكثير فى مقابل النشر بالتوازى، ولكن طلب السادات كان واضحًا منذ البداية.

وقبل أن تصدر المجلة كان السادات يتابع بروڤاتها بنفسه، وكان يطلب الاطّلاع على تصميمات الغلاف والصفحات، فلما طالع التصميمات النهائية جلس يكتب رسالة إلى رئيس التحرير ويقول فيها: عزيزى أنيس.. لقد راجعتها وأجريت التصحيحات اللازمة مع استخدام أسلوبنا الصحفى فى أول السطر وغيره، ولكننى أريدك أن تراجعها بنفسك، فقد تكون هناك مواقف تحتاج لإبرازها إلى استعمال الفن الصحفى، ولا أدّعى اليوم أننى صحفى.. مع تحياتى.. أنور السادات.

وعندما أصدر أنيس منصور المذكرات فى كتاب بعنوان «من أوراق السادات» عام ٢٠٠٩، نشر صورة من هذا الخطاب بخط يد السادات فى صدر الكتاب.. ومع الخطاب صورة لهما معًا، وهُما جالسان يراجعان آخر بروڤات المجلة.

كانت جلسات إملاء وتسجيل المذكرات كثيرة وطويلة، وفى مرة طالت إحدى الجلسات حتى وصلت إلى ١٨ ساعة كما يروى أنيس منصور فى مقدمة الكتاب المنشور عن دار المعارف، وقد كانت السيدة جيهان السادات قلقة من الجهد الذى يبذله الرئيس، فكانت تأتى كل عدة ساعات تنظر وتنتظر ولكن السادات لم يكن يبالى.

يذكر أنيس منصور فى المقدمة أن هارولد ولسون، رئيس وزراء بريطانيا، أشار فى كتابه عن «رئاسة الوزارة» إلى الصفات التى يجب أن يتحلى بها الرئيس، فقال: يجب أن يتحلى بثلاث صفات: أن يكون قوى الذاكرة، وأن يكون لديه إحساس بالتاريخ وبدوره هو فى التاريخ، وأن ينام بعمق. يضيف أنيس منصور فيقول: وكانت كل هذه الصفات عند السادات.

وعندما تكلم السادات عن موضوع الثغرة فى أثناء حرب ١٩٧٣ قال إنها حركة مسرحية قام بها الإسرائيليون لحفظ ماء الوجه أمام الرأى العام الداخلى، وقد أخذوها عن الألمان الذين كانوا قد نفذوا الفكرة فى جبهات قتال أخرى، وقال إنه لما اكتشف يوم ١٩ أكتوبر أن الولايات المتحدة هى التى تحاربه، لا إسرائيل، أوقف الحرب فى الساعة السابعة مساء يوم ٢٢ أكتوبر.

يرحم الله السادات العظيم، ويرحم الكبير أنيس منصور الذى أظهر جوانب من هذه العَظَمة فى الكتاب من الغلاف إلى الغلاف.

arabstoday

GMT 06:34 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

المصريون والأحزاب

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

روى السادات لأنيس روى السادات لأنيس



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 03:06 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يوجه الشكر لبايدن بسبب دعمه الراسخ لأوكرانيا
 العرب اليوم - زيلينسكي يوجه الشكر لبايدن بسبب دعمه الراسخ لأوكرانيا

GMT 15:17 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

خالد النبوي يوجه نصيحة لنجله ويكشف عن أعماله الجديدة
 العرب اليوم - خالد النبوي يوجه نصيحة لنجله ويكشف عن أعماله الجديدة

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 14:36 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مورينيو ومويس مرشحان لتدريب إيفرتون في الدوري الانجليزي

GMT 14:39 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

وست هام يعلن تعيين جراهام بوتر مديراً فنياً موسمين ونصف

GMT 09:33 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أنغام تحتفل بألبومها وتحسم جدل لقب "صوت مصر"

GMT 14:38 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتى يحسم صفقة مدافع بالميراس البرازيلى

GMT 14:30 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

جوزيف عون يصل إلى قصر بعبدا

GMT 20:44 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مانشستر يونايتد يعلن تجديد عقد أماد ديالو حتي 2030

GMT 14:32 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

كييف تعلن إسقاط 46 من أصل 70 طائرة مسيرة روسية

GMT 15:26 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab