طه في المدينة

طه في المدينة

طه في المدينة

 العرب اليوم -

طه في المدينة

بقلم - سليمان جودة

لم يركب طه حسين الطائرة فى حياته إلا مرتين، وكانت إحداهما هى التى ذهب فيها يزور قبر الرسول، عليه الصلاة والسلام، فى المدينة المنورة.

كان عميد الأدب العربى قد ذهب لحضور مؤتمر فى مدينة جدة على البحر الأحمر، ومن هناك أدى العُمرة ولم يجد صعوبة فى ذلك، لأن المسافة بين جدة ومكة لا تتجاوز مائة كيلو متر فى كل الأحوال.

أما الصعوبة فكانت فى ذهابه الى المدينة، لأنه كان يريد الذهاب بالبر الذى لم يكن آمنًا وقتها بسبب تعرضه للسيول، وقد انتظر طه حسين أيامًا فى جدة لعل الأحوال الجوية تتحسن، فتصبح الطرق البرية إلى المدينة آمنة، ولكن انتظاره طال دون جدوى ودون أمل فى تحسن أحوال الطقس.

وكان لا بد من ركوب الطائرة التى لم يركبها طه حسين إلا فى هذه المرة، ثم فى مرة أخرى طار خلالها فوق البحر المتوسط إلى المغرب لمقابلة الملك محمد الخامس.. لم يكن مستريحًا إلى فكرة العودة من جدة للقاهرة وتأجيل زيارة المدينة لوقت آخر، وكان يشعر بأنه مدعو لزيارة الرسول الكريم، وأنه لا يجب أن يرد الدعوة أو يرفضها.

وعندما عاد للقاهرة سأله كامل الشناوى عن زيارة المدينة فقال كلامًا كثيرًا، ومما قاله أنه وجد راحة كبيرة فى الزيارة، وأنه لم يكن سيسامح نفسه لو أنه عاد من جدة دون إتمام الذهاب للمدينة، وأنه أحس بينه وبين نفسه عندما كان فى جدة بأن هذه دعوة جاءته من السماء، وأنه لا يليق به أن يتخلف عن الاستجابة لها.. ولهذا السبب ركب الطائرة التى لم يكن سيركبها لو كان ذاهبًا إلى أى مكان آخر بخلاف المدينة المنورة.

كان خوفه من ركوب الطائرة يلازمه مدى حياته، وعندما كانت ابنته أمينة تطوف عواصم العالم مع زوجها السفير محمد حسن الزيات، لم يكن يمنعه من زيارتهما إلا الخوف الدائم من «ركوب الهواء» كما كان يسميه، وقد وصل الخوف به إلى حد أنه لم يذهب لزيارة ابنته فى أى عاصمة ذهبت إليها مع زوجها رغم إلحاحها عليه فى كل المرات.. كان يتألم لعدم قدرته على الاستجابة لدعوة ابنته وهى تدور بين عواصم العالم مع زوجها الدبلوماسى، ولكن الهاجس الدائم من ركوب الطائرة كان يتغلب على الألم تجاه الابنة ويغلبه.

ولم يكن ينافسه فى ذلك إلا الموسيقار محمد عبدالوهاب، الذى كان يتخيل نفسه فى أى مكان، إلا أن يكون هذا المكان هو طائرة تُحلّق فى السماء!.

arabstoday

GMT 08:40 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 06:34 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

المصريون والأحزاب

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طه في المدينة طه في المدينة



أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:28 2025 الإثنين ,24 شباط / فبراير

أستراليا تفرض غرامة مالية على تليغرام

GMT 11:07 2025 الإثنين ,24 شباط / فبراير

جنازة حسن نصرالله

GMT 00:41 2025 الإثنين ,24 شباط / فبراير

واتساب يحظر 8.4 مليون حساب في شهر واحد

GMT 11:27 2025 الإثنين ,24 شباط / فبراير

وسمٌ سعودي على التاريخ

GMT 18:43 2025 الأحد ,23 شباط / فبراير

ياسر جلال يعلن رأيه في عمل جزء ثالث من "جودر"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab