إضراب الصحافيين

إضراب الصحافيين

إضراب الصحافيين

 العرب اليوم -

إضراب الصحافيين

بقلم - إنعام كجه جي

«لن يكون عدد هذا الأسبوع متوفراً في الأكشاك. نشكركم على تفهمكم مع أصدق تحية». هذه هي العبارة التي نقرأها على الموقع الإلكتروني لجريدة «لو جورنال دو ديمانش»، الصحيفة التي تصدر كل يوم أحد، وتعد أكثر الصحف شعبيةً في فرنسا. إن زملاءنا هناك في إضراب عن العمل. وقد دخل إضرابهم أسبوعه السادس. وهو يشمل العدد الورقي من الصحيفة وموقعها الإلكتروني.

ظهر عنوان «لو جورنال دو ديمانش» للمرة الأولى في النصف الثاني من القرن التاسع عشر. صدرت في عام 1855 واستمرت في الظهور لغاية 1902. ومنذ ذلك الوقت كانت مغايرة للسائد، ذات توجه جمهوري علماني يساري. ويمكن للباحثين مراجعة بعض أعداد تلك الفترة مصورّة على النت. أما الصحيفة بصيغتها الحالية فقد تأسست عام 1948 على يد الصحافي المعروف بيير لازاريف. إنها الجريدة الإخبارية المنوعة الوحيدة التي تصدر في عطلة نهاية الأسبوع وتوزع في عموم فرنسا.

تراجع التوزيع بعد ظهور العدد الإلكتروني عام 2007 واستقر على 136 ألف نسخة. يتداور النسخة خمسة أشخاص في المعدّل، لا سيما في الأرياف. تقفل المكتبات يوم الأحد لكن باعة «لو جورنال دو ديمانش» يقفون عند مفارق الطرق وفي أسواق الخضار واللحوم. تنزل صباح العطلة فتجد القوم يتأبطونها. وتراها تجاور الفناجين وكؤوس الشراب على طاولات المقاهي.

تعلن الممرضات الإضراب فيحتل الخبر الصفحات الأولى. يُضرب الزبالون فتقوم قيامة السكان وتخرج الجرذان من مكامنها وتزكم الروائح الأنوف. يتظاهر أصحاب السترات الصفر فتتحول المدن إلى حرب عصابات. يغلق أصحاب المخابز دكاكينهم بسبب ارتفاع فاتورة الكهرباء فتهبّ الحكومة لتعويضهم. وحتى فتيات الليل. يمتنعن عن تقديم خدماتهن احتجاجاً على محاصرة أقدم مهنة في التاريخ فتذهب كاميرات التلفزيون للاستفسار عن السبب وتطييب الخواطر. إلا الصحافيين!

هل باتت مهنة غير منظورة ولا ضرورية؟ يحمل كل مواطن اليوم جريدته في هاتفه. لا ورق يُطوى ولا حبر يلوّث الأنامل. يحدثونك منذ دهور عن موت المطبوع الورقي واندثار الصحافة المكتوبة. يبثون في قلبك الرعب وتكاد تصدّق أراجيفهم لكنك تستمر وتكابر. تكتب وترى كلامك منشوراً إلى يوم في علم الغيب. تعرف أن صحفاً كثيرةً مرّت بأزمات مالية وتوقفت عن الصدور. تسمع من زملاء لك أنهم ما زالوا ينتظرون مرتبات متأخرة منذ سنوات. تقلّص عدد المجلات وغابت عناوين شهيرة مُعمرة لكن هناك مطبوعات دورية جديدة تصدر باستمرار. تناقص عدد قراء «لو موند» و«لو فيغارو» و«ليبيراسيون»، لكن كثيرين حافظوا على اقتناء العدد الورقي من صحيفة الأحد. لا طعم لرشفات قهوة يوم العطلة من دونها.

لماذا غابت؟

مثل غالبية الصحف الفرنسية، انتقلت ملكية «لو جورنال دو ديمانش» إلى كبار رجال الأعمال. دخلت الصحيفة إلى إمبراطورية «لاغاردير»، وأصبحت بيد المستثمر القوي فنسان بولوريه. وفي الشهر الماضي تم الإعلان عن احتمال تعيين جوفروا لوجون مديراً للتحرير فيها. وكان لوجون، قبل ذلك، مديراً لصحيفة معروفة بقربها من اليمين المتطرف. ثار 80 صحافياً وصحافية واعترضوا، لكن قرار التعيين بات واقعاً، بالرغم من «قلق» وزيرة الثقافة على استدارة الصحيفة نحو اليمين، ودعم وزير التربية للصحافيين المضربين.

هذا ليس إضراباً ضد شخص بالذات بل القطرة التي فاضت بها كأس هيمنة أصحاب الثروات على وسائل الإعلام. هيمنة تذهب فيها حرية التعبير واستقلالية الرأي تحت الأقدام.

أين صوت مئات الآلاف من القراء؟

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إضراب الصحافيين إضراب الصحافيين



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 08:50 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية
 العرب اليوم - دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 20:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار مختلفة لجعل غرفة المعيشة مميَّزة وأكثر راحة
 العرب اليوم - أفكار مختلفة لجعل غرفة المعيشة مميَّزة وأكثر راحة

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F
 العرب اليوم - علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:03 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025
 العرب اليوم - روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 01:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العنف فى المدارس !

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 02:07 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العُلا... لقطة من القرن الثامن

GMT 08:22 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل جندي إسرائيلي من لواء كفير برصاص قناص شمال قطاع غزة

GMT 07:19 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 4.7 درجات يضرب أفغانستان في ساعة مبكرة من اليوم

GMT 13:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مستوطنون يحتلون مسجداً ويبثون منه أغنيات عبرية

GMT 06:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يحذّر من حقبة "تغيير سياسي كبير" بعد فوز ترامب

GMT 13:36 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"تسلا" تستدعي 2400 شاحنة من "Cybertruck" بسبب مشاكل تقنية

GMT 22:39 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سقوط قنبلتين ضوئيتين في ساحة منزل نتنياهو

GMT 16:54 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد فهمي ضيف شرف سينما 2024 بـ 3 أفلام

GMT 14:15 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد أمين يعود بالكوميديا في رمضان 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab