القابلة المأذونة رجل

القابلة المأذونة... رجل

القابلة المأذونة... رجل

 العرب اليوم -

القابلة المأذونة رجل

بقلم - إنعام كجه جي

نزل هذا الفيلمُ الفرنسيُّ إلى الصالاتِ أولَ السنة ولحقت عليه هذا الخريف. أن تلحقَ متأخراً بفيلم جميل خيرٌ من ألا تراه.

عنوانه «رجل حكيم». محاولة لتذكير مصطلح «امرأة حكيمة»، الصفة التي تطلق على مهنة القابلة مأذونة، من تقوم بتوليد النساء. والبطل، ليوبولد، شاب من أصول خلاسية يفشل مرتين في اجتياز اختبار الدخول إلى كلية الطب. يختار أن يدخل معهد إعداد القابلات المأذونات ويخفي الأمر عن عائلته. وحتى المعلمات في المعهد لم يفهمن ما الذي جاء به إلى وسط نسائي بالكامل.

في فرنسا، قرَّر البرلمان أن تطلقَ صفة «امرأة حكيمة» على الجنسين. تم هذا بعد استشارة المتخصصين في اللغة وفي المهن الطبية. وكان رأي الأكاديمية الفرنسية اعتماد التسمية للإناث والذكور. لم تأتِ أي توصية بتحويلها إلى «رجل حكيم». لكن هناك من يستخدمها في الكلام اليوميّ.

كيف يتعايش رجل مع حالات الحمل والمخاض والولادات الطبيعية أو المتعسّرة؟ يتناول الفيلم هذا الموضوع بكثير من الحساسية الإنسانية التي لا تخلو من طرافة. وهو قد نجح، في رأيي، لسببين. الأول هو السيناريو الواقعي وما يرافقه من حوار، والثاني براعة الممثل ملفين بومر في أداء دور القابلة المتدربة. فنان جاء إلى السينما من الرقص. أمّه احترفت التزلج الفني على الجليد وأبوه مُصارع. برز الولد في «البريك دانس» ثم تلقفه التلفزيون ليظهر في مسلسلات قصيرة.

في الدرس التطبيقي الأول تتولى المشرفة توزيع الزي الموحد على الطلبة. صدرية وردية وقبقاب مطاطي زهري اللون. تفاجأ بأن بين الطالبات شاباً استكمل شروط القبول. تتطلَّع فيه وتقول له إنهم لم يحسبوا حسابه. وعلى أي حال لن يأتوا بصدرية زرقاء خصيصاً له. يبدأ الدرس التطبيقي ويضيع ليوبولد بين البطون المنتفخة وصرخات المخاض. صحيح أنَّ الأجساد ليست حقيقية والمواليد من الدمى البلاستيكية لكن عليه أن يتعلم خطوات سحب الدمية الصغيرة من الدمية الكبيرة. يعود إلى البيت ويتناول العشاء مع العائلة. الأم رحلت والأب حارس ليلي يربي وحيداً أولاده الأربعة، أكبرهم ليوبولد. كانوا سعداء لاعتقادهم بأنه يومه الأول في كلية الطب. كيف يمكن له أن يخبر أباه الأفريقي «الحمش» بأنه يتعلم توليد الحوامل؟

يشعر بنفسه غريباً في البيت ودخيلاً على المعهد. يقرر أن يهرب ولا يعود، لولا ناتالي، المشرفة على التدريب. امرأة مُجرّبة أدركت ورطته وتحاول أن تساعده. لم تعامله معاملة تفضيلية لكنها منحته فرصته. تركته يواجه مواقف حرجة تتطلب مهارات متقدمة وسرعة خاطر. تقول له إن النساء يفضفضن بهمومهن أمام الطبيب أكثر من الطبيبة. إن مهمته أن يصغي ويُشعرهن بالطمأنينة. يكتشف ليوبولد لحظات لم يكن يتصورها. يقترب من أسرار جسد المرأة ويتعرف على تلك المعجزة المتمثلة في مجيء طفل إلى الدنيا. كما يعيش صدمة فقدان المولود أو الوالدة. وعندما تبكي إحدى المريضات الشابات لأنها تجد نفسها بدينة، يخفف عنها ويقول: «لست بدينة... أنت فقط حامل».

الفيلم من إخراج جنيفر دفولدير. مخرجة خمسينية تميل إلى قلب الأدوار. ليس هدفها تقديم شريط «نظيف» يصلح لكل أفراد الأسرة وكل الأعمار. فهناك مشاهد توثيقية من ولادات حقيقية. سيقان مرفوعة وأنفاس متلاحقة مثل قطار بخاريّ. رؤوس صغيرة تخرج من الأرحام. مشيمة تشبه قطعة لحم دامية مهترئة.

كل من في صالة السينما من النساء. هل يهرب الرجال من مشاهدة الواقع؟

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القابلة المأذونة رجل القابلة المأذونة رجل



نانسي عجرم تتألق بالأسود اللامع من جديد

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 17:37 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

أقصر الطرق إلى الانتحار الجماعي!

GMT 04:47 2025 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

توقعات الأبراج اليوم الجمعة 25 إبريل / نيسان 2025

GMT 17:02 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

صعود طفيف لأسعار النفط بعد انخفاض 2%

GMT 10:33 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

نانسي عجرم تتألق بالأسود اللامع من جديد

GMT 17:34 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

بقايا «حزب الله» والانفصام السياسي

GMT 08:58 2025 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

هزتان ارضيتان تضربان تركيا بقوة 4.5 و4.6 درجات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab