230 ريشة في المهبّ
الجيش الأوكراني يعلن إسقاط 35 طائرة روسية مسيّرة من طراز "شاهد" من أصل 65 أطلقتها روسيا في هجوم في الليل وصباح اليوم أنباء عن اندلاع حريق في مستودع نفايات مصفاة لشركة "مارون" للبتروكيماويات بإيران وزارة الخارجية اللبنانية تتقدم بشكوى لمجلس الأمن ضد خرق إسرائيل للقرار 1701 وإعلان وقف الأعمال العدائية زلزالان بقوة 4.7 درجة يضربان بحر إيجه غرب تركيا الجيش السوداني يفرض حصارا على شرق النيل قبل توغله بالخرطوم تقلبات جوية متوقعة في السعودية اليوم مع سحب رعدية ورياح نشطة وفد إسرائيلي يتوجه إلى الدوحة نهاية الأسبوع بعد لقاء نتنياهو مع ويتكوف ووالتز لمناقشة المرحلة الثانية من اتفاق غزة قوات الاحتلال تعتقل شابين وستة أطفال خلال اقتحام بلدة بيتونيا ومخيم الجلزون في رام الله تركيا تعلن عن وصول 15 أسيرا فلسطينيا تم الإفراج عنهم في صفقة التبادل كجزء من المرحلة الأولى لاستقبال المبعدين من غزة مايكروسوفت تسرّح موظفين في جولة جديدة من التسريحات
أخر الأخبار

230 ريشة في المهبّ

230 ريشة في المهبّ

 العرب اليوم -

230 ريشة في المهبّ

إنعام كجه جي
بقلم - إنعام كجه جي

بعد ثلاثة أسابيع من الصدّ والردّ، وافقت السلطات الفرنسية على السماح لسفينة مهاجرين بالرسو في ميناء تولون، جنوب البلاد. 230 امرأة ورجلاً، بينهم 57 طفلاً، كانوا يفترشون قاع السفينة مثل المواشي، وينتظرون الفرج. جاعوا وعطشوا ومرضوا وهجسوا بالموت يرفرف فوق رؤوسهم. تحملوا وتمسكوا بالأمل؛ أن يهبطوا على أرض تعترف بهم كبشر.
خلال ثلاثة أسابيع، كانت كل من فرنسا وإيطاليا تبعد السفينة عن سواحلها وترفض استقبالها. ريشة في مهب الريح. والبحر الأبيض ساحة كرة مضرب، باريس ترمي وروما تصدّ. وهي ليست أول مباراة من نوعها. لعبة متوحشة بين متحضرين. شاهدنا في السابق ما يشبهها في البحار، ورأينا أفلاماً استفادت من عبثية الواقع.
رئيسة الوزراء الإيطالية الجديدة، وريثة موسوليني، كانت واضحة في رفضها استقبال لاجئين معدمين من أفريقيا وآسيا لأنهم من ثقافة أخرى. لقد اكتفت سواحلها بحصتها من مئات الآلاف وترفض المزيد. وهي قد بنت حملتها الانتخابية على إغلاق السواحل والحدود بوجه «الطارئين». أما فرنسا، فقد وافقت على رسو السفينة بشكل «استثنائي»، كما قال وزير داخليتها، وبدافع «الواجب الإنساني». قرار أثار حفيظة اليمين الفرنسي المتطرف، فخرجت زعيمته، مارين لوبين، تصرخ وتندد بـ«التراخي».
إن الإنسانية وجهة نظر. والعنصرية كانت مفهوماً واضحاً محدداً لا يقبل التمويه. لا درجات فيها. هي ليست شريحة لحم يطلبها الزبون حسب الرغبة: مستوية بالكامل أو نصف استواء أو حمراء بدمها. إما أن يكون المرء عنصرياً أو لا يكون. وللأمم مع العنصرية تاريخ طويل. لا أعراق نجت منها. ثم تغير الزمن وتفتحت الأذهان وتهذبت النوازع. تعرفت الشعوب على جيرانها في الكرة الأرضية، وأصبح العالم قرية توصف بالصغيرة. صارت صفة «عنصري» شتيمة. وفي القارة الجديدة، أميركا، سقطت الجدران بين البيض والسود.
ورحلة الزمن متواصلة. نشأت حروب وانطلقت هجرات وتوسعت الأطماع بثروات الأرض. الأقوى يستعمر ويستحوذ، والأضعف يصبح عبداً. وقعت مجاعات وأوبئة، واشتعلت ثورات. انسحب الرجل الأبيض من القارة السوداء والدول السمراء والجزر الصفراء. خرج مكرهاً لا بطلاً. خلّف وراءه، في الغالب، خراباً ونزاعات. ضاعت الثروات في جيوب الفاسدين، وراح الجياع والمحرومون يطلبون اللقمة حيثما كانت. وهكذا صرنا نسمع: «أنت تأتي عندي لتسرق لقمتي وفرصة عملي ومستقبل أبنائي». عادت العنصرية في صور بالغة الحداثة. تمييز يُمارس باسم الحضارة والحفاظ على القيم واختلاف الثقافات.
قبل أربعين سنة، رفعت فئة من الفرنسيين شعار «محمد خذ حقيبتك»، أي ارحل. ولم يرحل محمد الذي يرصف الطرقات ويبني العمارات ويحمل الأثقال ويكنس الشوارع. جاء بأسرته، وازداد عدد أطفاله. صار اسمه في صدارة أسماء المواليد الجدد. بينهم من أصبح بطل كرة ونجم غناء. وخرجت قلة عن طوع الوالدين الطيبين وانحرفت. وصلت أذرع الإرهاب، وكان هناك مَن استغل الوضع. اشتغلت ماكينات سياسية وعقائدية وراحت تنفخ في النار. خاف الفرنسي البسيط من صرخة: «جاءك الذئب». وفي الانتخابات الأخيرة نزل إريك زمور مرشحاً للرئاسة. عنصري أعتى من مارين ولا يخجل من هذه الصفة.
إن حديث الساعة، في نشرات الأخبار، هو كيف ستتقاسم فرنسا 230 روحاً قذف بها البحر إليها. ستدرس كل روح على حدة، وتأخذ مَن يناسبها. وسيُشحن الباقي حصصاً تُوزع على ألمانيا وآيرلندا والبرتغال ورومانيا وبلغاريا ولوكسمبورغ وكرواتيا وليتوانيا ومالطا و... لله يا محسنين.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

230 ريشة في المهبّ 230 ريشة في المهبّ



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 05:31 2025 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

نتنياهو يسعى لتعطيل المرحلة الثانية من اتفاق غزة
 العرب اليوم - نتنياهو يسعى لتعطيل المرحلة الثانية من اتفاق غزة

GMT 10:27 2025 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

سهر الصايغ تكشف الصعوبات التي تواجهها في رمضان
 العرب اليوم - سهر الصايغ تكشف الصعوبات التي تواجهها في رمضان

GMT 03:57 2025 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

الرياض تحتضن دمشق

GMT 07:34 2025 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

زلزالان بقوة 4.7 درجة يضربان بحر إيجه غرب تركيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab