تحابّوا تصحّوا

تحابّوا تصحّوا

تحابّوا تصحّوا

 العرب اليوم -

تحابّوا تصحّوا

بقلم - إنعام كجه جي

ويحدّثونك عن عيد الحب الذي يحل هذه الأيام. تتلوّن المتاجر بالأحمر. قلوب ودباديب وبالونات وإغراءات شتى. خذ هدية للحبيب، أو الحبيبة، وانعم بالسعادة وعش رغداً. لا أدري لماذا يحاصرني صوت الست: حب إيه اللي أنت جاي تقول عليه...؟

وتحدّثنا النفوس الأمارة بالمشاكسة، أن لا حب في كوكب تسكنه الحرب. ليس صحيحاً أن بين المفردتين حرفاً واحداً لا غير، سقط سهواً. هناك بينهما أبجديات ومحيطات وقارات وأكوان. تتوالى الصور المؤلمة في التلفزيون ويجد المرء نفسه حبيساً في خانة العجز. اليد قصيرة وقاصرة والآمال تتكسّر على الآمال كما تكسّرت نصال أبي الطيب على النصال. هي شريعة الغاب. القوي يلتهم الضعيف. والأسد يفترس الأرنب. وهناك من الرجال في غزّة من تحوّلوا سباعاً.

هو إذن عيد الحب يدقّ على الباب، فهل نردّه أم نستبشر به؟ سيقول الكثيرون لقد كبرنا على تلك الخزعبلات. يمكن للمشاعر الناعمة الحلوة أن تتبلّد مع مرور الزمن. هذي مجلة تنشر تحقيقاً عن الشيخوخة. مفردة غريبة الإيقاع ذات شينٍ وخائين. مرحلة قد لا تكون مُفضّلة ولا مُستحبّة. فالشيخوخة، حسب تعريف سيمون دو بوفوار، هي ما يشعر به المتقدمون في السن. هل فسّرت الفيلسوفة الفرنسية الماء بالماء؟ معنى ذلك أنها مجرد شعور؛ انطباع ذاتيّ قد يصحّ وقد يخطئ. وبهذا يجوز لك أن تهجس في داخلك بغير حقيقة عمرك. أن تنسى الرقم المكتوب في الهويّة وتمنح نفسك التقدير المناسب. أنت وضميرك.

تقول لميعة عباس عمارة في إحدى قصائدها: «عمري أنا الثوب ألبسُهُ». ترتدي العشرين حين ترغب وتنزع عنها الخمسين. لم تهتمّ أن توصف بالتصابي. كانت صبيّة الروح قلباً وضحكة ونظرات ماكرة. ولما تلقّت دعوة من لبنان لتكريمها باعتبارها من الرائدات في الأدب، نظمتْ أبياتاً مطلعها: «من يشتري الريادة؟ من يشتري الخمسين بالعشرين لا أبغي زيادة».

في المجلة ذاتها يتحدث طبيب متخصص في مداواة القلوب فيقول ما معناه: تحابّوا تصحّوا. يحفظ الحب حيوية الجسد. وهو يمكن أن يكون ممارسة دوريّة تحت اللحاف أو بالفكر المجرد فحسب. والفكر قد يكون فقراً بالأحرى، لكن شيئاً خير من لا شيء. ترزق السماء من تشاء ونحمدها لأن المشاعر لا تخضع لسعر صرف الدولار. كل ما عليك لاستقبال العطيّة أن تكون مطواعاً مُشرع النوافذ المطلّة على حدائق الورد الجوري.

لطالما اقترن الحبّ بالشعر. ولا أدري إن كان هناك من ما زال يتذكّر قصائد الغزل في زمن أغاني المهرجانات ومسلسلات رجال البزنس. تحضر مجموعات الشعر على استحياء في المعارض. تكاد تختفي وراء كتب الطبخ والتنجيم. الديوان المطلوب، حالياً، هو ما يؤلفه الشيف والعرّافة والببغاء حافظ المواعظ. ويبقى، بين المُعتقّين، من يتذكّر، من قليل ما يتذكّر، أبيات الجواهري الجميلة: «أجابتْ نفوسٌ فيكِ وهي عصيّةٌ/ ولانتْ قلوبٌ منكِ وهي جلامدُ/ ورغّبني في الحبّ أن ليس خالياً/ من الحبّ إلا بارد الطبع جامدُ/ وما الشعرُ إلا ما يُزان به الهوى/ كما زيّنتْ عطل النحور القلائدُ».

ترى اللون القاني يصبغ الدكاكين. وباعة الأزهار يستعدون ليوم مزدحم ورزق وفير. وهناك مصاصو دماء في نشرات الأخبار ونجيع لا يتوقف. وباعة سلاح يفركون الأيدي سروراً.

كم من النوايا الحسنة والسيئة تتوشّح بك أيها الأحمر!

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تحابّوا تصحّوا تحابّوا تصحّوا



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار مختلفة لجعل غرفة المعيشة مميَّزة وأكثر راحة
 العرب اليوم - أفكار مختلفة لجعل غرفة المعيشة مميَّزة وأكثر راحة

GMT 18:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش اللبناني يعلن مقتل جنديين في ضربة إسرائيلية
 العرب اليوم - الجيش اللبناني يعلن مقتل جنديين في ضربة إسرائيلية

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F
 العرب اليوم - علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:03 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025
 العرب اليوم - روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 01:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العنف فى المدارس !

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 02:07 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العُلا... لقطة من القرن الثامن

GMT 08:22 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل جندي إسرائيلي من لواء كفير برصاص قناص شمال قطاع غزة

GMT 07:19 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 4.7 درجات يضرب أفغانستان في ساعة مبكرة من اليوم

GMT 13:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مستوطنون يحتلون مسجداً ويبثون منه أغنيات عبرية

GMT 06:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يحذّر من حقبة "تغيير سياسي كبير" بعد فوز ترامب

GMT 13:36 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"تسلا" تستدعي 2400 شاحنة من "Cybertruck" بسبب مشاكل تقنية

GMT 22:39 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سقوط قنبلتين ضوئيتين في ساحة منزل نتنياهو

GMT 16:54 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد فهمي ضيف شرف سينما 2024 بـ 3 أفلام

GMT 14:15 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد أمين يعود بالكوميديا في رمضان 2025

GMT 14:12 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

هند صبري تكشف سر نجاحها بعيداً عن منافسة النجوم

GMT 07:39 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات إسرائيلية تقتل 20 فلسطينياً في وسط وجنوب قطاع غزة

GMT 18:37 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت التعليق على الطعام غير الجيد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab