حول العالم بالبنطلون

حول العالم بالبنطلون

حول العالم بالبنطلون

 العرب اليوم -

حول العالم بالبنطلون

بقلم - إنعام كجه جي

من هذا الفتى البحار الذي تحتفي «غوغل» بذكرى ميلاده؟ أنقر على الصورة فتخبرني الموسوعة الإلكترونية بأنها جان باريت، فتاة وليست فتى كما يبدو من ثيابها. وهي قد تنكرت بزي رجل لكي تركب البحر. أول امرأة تقوم بجولة حول العالم. هل كان التنكّر للأنوثة قدر الطموحات من النساء؟ فعلتها المغنية العراقية مسعودة العمارتلية حين أرادت الغناء في الأرياف المجاورة لمسقط رأسها. ارتدت الشماغ والعقال وصار اسمها مسعود. ومثلها فعلت أم كلثوم في بداية مسيرتها. استرجلت قبل أن تصبح الأسطورة التي نعرف.
ولدت جان باريت قبل 240 عاماً في أرياف «بورغوني». ريف كاثوليكي محافظ إلى الشرق من فرنسا. كانت فتاة فقيرة تولعت بالطبيعة منذ الصغر. حين بلغت العشرين ذهبت لتشتغل مديرة لمنزل الطبيب وعالم النبات فيلبير كوميرسون. تركت المكنسة وتسللت من المطبخ وراحت تراقب مخدومها. تجمع له الأعشاب البرية وتساعده في دراسة أنواع الزهر. تعلّمت منه كيف تميّز بين البنفسج والليلك. بين الورد والجوري. بين الفل والياسمين. وكان عليها أن تتولى تصنيف النباتات وتبويبها حسب فصائلها وألوانها. صارت خبيرة في قطف الأعشاب وتجفيفها وأسرار استخدامها للأغراض الطبية. وكان لا بد مما ليس منه بدّ. أحبت مخدومها وأحبها. حملت منه فقامت عليها قيامة المجتمع المتدين. انتقلا إلى العاصمة ووضعت طفلاً فقدته وهو رضيع.
في باريس حصل كوميرسون على فرصة ذهبية. سيرافق الكونت والرحالة الشهير بوغنفيل في جولة استكشافية حول العالم. وستكون مهمته جمع النباتات الغريبة، بينما يهتم ربّ الرحلة بشؤون الشعوب والقبائل وعاداتها ولغاتها وأزيائها. هل تترك جان أستاذها وحبيبها يسافر من دونها؟ كانت الأوامر الملكية تمنع النساء من ركوب السفن. لكن جموحها لم يعترف بالأوامر. قصت شعرها وأخفت صدرها وراء أحزمة عريضة وارتدت البنطلون. وفي الأول من فبراير (شباط) 1767 انطلقت السفينة «ليتوال» من ميناء روشفور وعلى متنها جان باريت، مساعد الدكتور العشّاب كوميرسون. ظنّ البحارة أنها شاب مخنث وأسمعوها تعليقات جارحة. ولكي تقطع الألسنة الخبيثة تفانت في أعمال الملاحة، تنشر الأشرعة معهم وتعيد طيّها. كتب عنها بوغنفيل في مذكراته: «كانت من القوة والشجاعة بحيث إنها استحقت لقب الحمار الكادح».
رست السفينة في العديد من موانئ القارة الأميركية الجديدة. مرض شريكها فتولت جان المهمة عنه. تترك المرفأ وتتوغل في الغابات. تبحث عن الغريب من الأزهار والأعشاب. تعثر في حقول ريو دي جانيرو على نبتة مدهشة غير معروفة، ستحمل اسم «بوغنفيلييه» تيمناً بقائد الرحلة. كانت قد نجحت طوال سنتين في تمويه هويتها وخداع طاقم السفينة، لكن أهالي تاهيتي اكتشفوا أنها امرأة وأرادوا الاحتفاء بها حسب تقاليد جزيرتهم. كتب قائد الرحلة أن محنتها بدأت وكانت مع بحارة سفينتها واضطرت للتسلح بمسدسين لصدّ تحرشاتهم.
وصلت السفينة إلى «جزيرة فرنسا» التي تعرف اليوم باسم «الريونيون». قررت جان الاستقرار فيها مع أستاذها وشريكها. ومن هناك كانت ترسل إلى باريس صناديق اشتملت على آلاف العينات من نباتات مجهولة في فرنسا. وبفضلها تم اكتشاف 3 آلاف نبتة جديدة. كان حبيبها مريضاً ومات هناك. ترك لها في وصيته شقته وما يملك من مدخرات. عادت إلى البلاد وتقدم بوغنفيل بطلب لكي تحصل على مرتب من الملك. وهو ما وافق عليه لويس السادس عشر. وبعد 200 عام، في 2012. أطلق اسم جان باريت على فصيلة من نبات متسلق يحمل أزهاراً بقلب أزرق.

arabstoday

GMT 08:34 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الشباب والأحلام!

GMT 06:29 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 06:26 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يخشى "حزب الله"... بل يخشى إيران!

GMT 06:22 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

نحن واللحظة الحاسمة

GMT 06:16 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان... القول ما قالت «ندى» الجميلة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حول العالم بالبنطلون حول العالم بالبنطلون



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
 العرب اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 01:13 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
 العرب اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك

GMT 10:59 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 08:56 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

هجرات جديدة على جسور الهلال الخصيب

GMT 17:12 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 31 شخصا على الأقل في هجمات إسرائيلية في قطاع غزة

GMT 03:11 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطوط الجوية الفرنسية تعلق رحلاتها فوق البحر الأحمر

GMT 22:38 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5.2 درجة على مقياس ريختر يضرب شمال اليونان

GMT 17:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة 32 جنديا بينهم 22 في معارك لبنان و10 في غزة خلال 24 ساعة

GMT 01:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الدولة الفلسطينية

GMT 09:18 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

هيدي كرم تتحدث عن صعوبة تربية الأبناء

GMT 15:09 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

توتنهام يتأخر بهدف أمام أستون فيلا في الشوط الأول
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab