الشعر مفتاح الفرج

الشعر مفتاح الفرج

الشعر مفتاح الفرج

 العرب اليوم -

الشعر مفتاح الفرج

بقلم - إنعام كجه جي

هل يحب الفرنسيون الشعر أكثر منا؟ يطوف السؤال في البال عند التنقل بقطارات المترو في باريس ومطالعة قصائد جميلة قصيرة معلقة على الجدران وداخل عربات القطار. هكذا تحتفل شركة النقل العام باليوم العالمي للشعر، مطلع كل ربيع. تعلن عن دعوة مفتوحة لمستخدمي المترو: تعالوا شاركوا في مسابقتنا السنوية الكبرى المفتوحة للجميع وأرسلوا قصائدكم.
من قال إن الشعر مات وقد هجره قراؤه؟ نسمع عن ناشرين عرب انصرفوا عن طباعة مجموعات الشعر. هذا الذي كان ديوان العرب. يزعمون أنه بضاعة خاسرة. يتصورون أن الأجيال الجديدة تدير ظهورها للمتنبي وشوقي والشابي والأخطل الصغير وفدوى طوقان والسياب ونازك وحجازي. يبقى أن هناك من يحاول تأجيج الجذوة من خلال استعراضات تلفزيونية لاختيار شاعر المليون. ولعله لم يكن يحلم بأكثر من أن تصل كلماته إلى محبوبته. قد يقرأ شاب ديوان الجواهري فلا يفهم الكثير. لكنه سيفهم لميعة عمارة وصلاح عبد الصبور ومحمود درويش. ليس الشعر سلعة من البلاستيك الرخيص المبذول على القارعة والبسطات. وهنيئاً لمن يدرك متعة الغوص في الصور، أو النزول إلى هوامش الصفحات لاكتشاف معنى كل مفردة.

 

لا يمر ركاب المترو بالإعلان مرور الكرام. يتجاوب معه الآلاف ويرسلون قصائدهم التي يحبونها ويرونها جديرة بالانتشار. بينهم من يتهجى الحرف. فالمسابقة مقسمة إلى ثلاث فئات: الصغار دون الثانية عشرة، والمراهقين، والبالغين. وهناك لجنة تحكيم من كبار الأدباء والفنانين تختار النصوص العشرة الأفضل وتعلقها، طوال أشهر الصيف، على جدران محطات المترو وقطارات الضواحي. 3600 موقع للعرض يتوقف لمطالعتها ملايين الركاب العابرين كل يوم. وفي نهاية المسابقة، تبادر منشورات «غاليمار» إلى إصدار ديوان فخم يضم 100 نص من الأشعار التي كتبها رجال ونساء مجهولون. منها ما اقتصر على أربعة أسطر. ومنها ما جاء في أربعة عشر سطراً، وهو الحد الأقصى المحدد للمشاركة. لا مجال للمعلقات وقصائد الألف بيت.
يقول الإعلان: «تعالوا واتركوا العنان حراً لخيالاتكم». وفي 2019، قبل «كورونا»، لبى الدعوة 10 آلاف شاعر وشاعرة. هل تكون فرنسا أكثر اكتظاظاً بالشعراء من موريتانيا بلد المليون شاعر؟ ثم جاء الوباء ولزم الفرنسيون بيوتهم. أقفرت الممرات الطويلة المحفورة تحت الأرض وغابت عنها الإعلانات الملونة والقصائد. وها هي الأجواء تنفرج والربيع الطلق يختال ضاحكاً. والرهان اليوم هو على مشاركة رقم قياسي من «الشعراء». أضع المفردة بين مزدوجين لأنني من بلد لا يمنح صفة شاعر لأي كان، رغم أن كل مواطن منا يظن نفسه جديراً بها. ينزل من بطن أمه موزوناً مقفى أو مرسلاً يتشبث بالتفعيلة.
ثم جاءت وسائل التواصل وانهمر على العباد مطر الشعراء الفسابكة. متعة أم تعذيب. لا حاجة لدار نشر وورق وحبر ومطبعة وأكشاك بيع. تعشَّ وتجشأ ولا تتمشَّ بل تناول هاتفك واكتب ما يعنّ لك. من حقك أن تعتبر الباذنجان شعراً. انشر واجلد ظهور متابعيك بإبداعك. ويحدث أن تتسرب من بين هذا السيل درر تحرك العقل وتضيء الروح. تقرأ فينزاح غمّ. تقول لنفسك إن الشعر مفتاح الفرج.
من القصائد التي استحقت التعليق على جدران مترو باريس، نص بعنوان «هروب» لشاعرة في الثامنة عشرة تدعى ليليا البوعناني: «خواطر الليل تنشد الهروب/ وفي الغد تذهب جميعها للنسيان/ غريب هو انشطار روحي/ أفكر فيك حتى والعينان مغمضتان». أقرأ اسم الشاعرة وأبتسم راضية. إنها عربية من عندنا.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشعر مفتاح الفرج الشعر مفتاح الفرج



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:57 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
 العرب اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 00:21 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

مشروب طبيعي يقوي المناعة ويحمي من أمراض قاتلة
 العرب اليوم - مشروب طبيعي يقوي المناعة ويحمي من أمراض قاتلة

GMT 14:11 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم "الدشاش"
 العرب اليوم - محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم "الدشاش"

GMT 05:19 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

جنوب السودان يثبت سعر الفائدة عند 15%

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 09:06 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

القضية والمسألة

GMT 09:43 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

استعادة ثورة السوريين عام 1925

GMT 09:18 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الكتاتيب ودور الأزهر!

GMT 10:15 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

لماذا ينضم الناس إلى الأحزاب؟

GMT 18:11 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

النصر يعلن رسميا رحيل الإيفواي فوفانا إلى رين الفرنسي

GMT 18:23 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

حنبعل المجبري يتلقى أسوأ بطاقة حمراء في 2025

GMT 21:51 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

انفجار سيارة أمام فندق ترامب في لاس فيغاس

GMT 22:28 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

27 شهيدا في غزة ومياه الأمطار تغمر 1500 خيمة للنازحين

GMT 19:32 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صاعقة تضرب مبنى الكونغرس الأميركي ليلة رأس السنة

GMT 10:06 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صلاح 9 أم 10 من 10؟

GMT 08:43 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

باكايوكو بديل مُحتمل لـ محمد صلاح في ليفربول
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab