في ضيافة الملكة

في ضيافة الملكة

في ضيافة الملكة

 العرب اليوم -

في ضيافة الملكة

بقلم - إنعام كجه جي

في نهار ربيعي مبكر من عام 2010. وجدت في بريدي مغلفاً لا يشبه الرسائل التي أتلقاها في العادة. كان يحمل في أعلاه تاجاً وحرفي ER. وهناك في الزاوية اليمنى ختم البريد الملكي. فتحته وأنا أخمّن أنه وصلني عن طريق الخطأ. ووجدت في الداخل دعوة لحضور حفل استقبال تقيمه الملكة إليزابيث الثانية وزوجها الأمير فيليب بمناسبة إطلاق مشروع التعاون بين دار «بلومزبيري» البريطانية ومؤسسة قطر للنشر.
قبلها بأشهر، وصلني إيميل من الكاتبة المصرية أهداف سويف تبلغني فيه أنها رشحت روايتي «الحفيدة الأميركية» للترجمة إلى الإنجليزية في مشروع قطري جديد للنشر. وتمت الاتصالات بالفعل لشراء الحقوق وتوقيع العقد وبدأت أتعاون مع المترجمة ناريمان يوسف. ولم أكن أعرف يومذاك أنها ابنة النجمين حسن يوسف وشمس البارودي.
أخذت القطار، قبل الحفل بيومين، إلى لندن ونزلت في فندق «هازليت». مبنى تاريخي في حي سوهو اعتادت دار النشر البريطانية على أن تستضيف فيه مؤلفيها. وجرت العادة أن يهدوا نسخة من كتبهم إلى مكتبة الفندق. ووجدت كتباً تحمل إهداءات بتوقيع سوزان سونتاغ وجي. كي. رولينغ وفيكرام سيث وبيتر روبنسون وأسماء كبيرة أخرى.
تعرفت عند وصولي على الكاتبة الفلسطينية سعاد العامري. وكان كتابها «مراد مراد» من الثمرات الأوليات للتعاون في النشر بين لندن والدوحة. وبعد ظهيرة السادس من أبريل (نيسان) نقلتنا سيارة إلى مقر حفل الشاي في قصر وندسور وبرفقتنا نيجل نيوتن، رئيس «بلومزبيري». وكنا قد التزمنا تعليمات اللباس المرفقة بالدعوة. بدلة أو فستان للنهار.
أخذ صف طويل من السيارات طريقه نحو البوابة. وكنت أفكر بالحريق الذي تعرض له المبنى العتيق قبل سنوات. وخرج جيران القصر للتلويح لنا. لكن أحداً لم يفتشنا عند المدخل بل أخذوا مني الكاميرا. تجمعنا في قاعة كأنها متحف، تصطف على جدرانها لوحات لأمراء ونبلاء. وكان هناك دبلوماسيون وصحافيون وعدد من الروائيين العرب. ثم دعينا للدخول إلى الحفل.
وقفت إليزابيث الثانية تستقبل ضيوفها وبجانبها الشيخة موزة ناصر المسند، رئيسة مجلس إدارة مؤسسة قطر. وهي التي تفضلت بتقديمنا لها، زميلتي الفلسطينية وأنا. ولاحظت أن قامة الملكة أصغر مما توقعت، وأن لها عينين صغيرتين تتبادلان شعاعاً أخضر مع حلية صدرها المرصعة بالزمرد. صافحناها وتوزعنا في حلقات لشرب الشاي. أطباق وأكواب مختومة بأحرف سلالات لا أفقهها. وأسعدني أن أجد نسخاً طازجة من روايتي المترجمة على طاولة في صدر المكان.
دارت الملكة على الضيوف لتبادل عبارات قلائل. وكان علي أن أختصر لها فكرة روايتي. قلت إنها عن شابة عراقية هاجرت إلى أميركا ثم عادت إلى بغداد مترجمة مع الجيش الأميركي. لكن جدتها استهجنت رؤية حفيدتها تعمل لصالح المحتلين. أكملت الكلمتين وسكت. وسكت الجميع. وسمعت الملكة تتمتم «Oh Dear». تعاطف أم استغراب؟
تذكرت أنني سبق والتقيت بالأميرة مرغريت، شقيقة الملكة، أيام دورة تدريبية نظمتها مؤسسة «تومسون» للصحافة في كارديف. دعينا لحضور حفل خيري ترعاه الأميرة. لكنها تأخرت في الحضور لربع ساعة. وتلك من الكبائر في عرف البروتوكول. ثم نشرت الصحف في اليوم التالي أن زراً من أزرار معطفها قد سقط في الطريق، وكان لا بد من التوقف عند متجر يبيع إبرة وخيوطاً لإعادته إلى مكانه.
شربت الشاي وأنا أخاطب روح والدي. كان أبي ملكياً أكثر من الملك، معجباً بإليزابيث الثانية ويعتبرها أجمل امرأة في العالم. وكنا، نحن البنات، نضحك من كلامه، لا سيما حين تقصفه الوالدة ببرقها ورعودها. ليرقدوا جميعاً بسلام.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في ضيافة الملكة في ضيافة الملكة



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:57 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
 العرب اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 07:57 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

لبلبة باكية في عزاء بشير الديك وتتحدث عن عادل إمام
 العرب اليوم - لبلبة باكية في عزاء بشير الديك وتتحدث عن عادل إمام

GMT 05:19 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

جنوب السودان يثبت سعر الفائدة عند 15%

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 09:06 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

القضية والمسألة

GMT 09:43 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

استعادة ثورة السوريين عام 1925

GMT 09:18 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الكتاتيب ودور الأزهر!

GMT 10:15 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

لماذا ينضم الناس إلى الأحزاب؟

GMT 18:11 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

النصر يعلن رسميا رحيل الإيفواي فوفانا إلى رين الفرنسي

GMT 18:23 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

حنبعل المجبري يتلقى أسوأ بطاقة حمراء في 2025

GMT 21:51 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

انفجار سيارة أمام فندق ترامب في لاس فيغاس

GMT 22:28 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

27 شهيدا في غزة ومياه الأمطار تغمر 1500 خيمة للنازحين

GMT 19:32 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صاعقة تضرب مبنى الكونغرس الأميركي ليلة رأس السنة

GMT 10:06 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صلاح 9 أم 10 من 10؟

GMT 08:43 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

باكايوكو بديل مُحتمل لـ محمد صلاح في ليفربول
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab