الرقيب من ذوي القربى

الرقيب من ذوي القربى

الرقيب من ذوي القربى

 العرب اليوم -

الرقيب من ذوي القربى

إنعام كجه جي
بقلم - إنعام كجه جي

تعرضت للملامة من أهل بيتي لأنني تابعت مسلسل «جعفر العمدة». واستهجن صديق «مثقف» انحدار ذوقي حد مشاهدة ممثل مثل محمد رمضان. هل هناك قانون يحتّم على المرء أن يفرز خياراته فيتحمس لأعمال فنية من نمط معين ويقاطع ما عداها؟

نشبت، بعد انقضاء الشهر الكريم، معركة بين أنصار العمدة وبين مشجعي «تحت الوصاية». أي بين رمضان ومنى زكي. نمطان مختلفان في الأداء وأسلوبان في المحتوى والإخراج لكل منهما حسناته. لماذا يكون على المشاهد أن ينحاز لهذا أو تلك فحسب، ولا يتذوق حلويات منّة شلبي وألاعيب أمينة خليل، مثلاً؟

ليست المرّة الأولى، التي أقف فيها مدافعة عن خياراتي. عوتبت لأنني تحمست لفيلم «مواطن ومخبر وحرامي». قلت إنني شاهدته مرتين فاتسعت العيون وكأنني أتيت منكراً. فيلم مختلف جريء رفع صلاح عبد الله من درجة ممثل مغبون إلى مرتبة نجم مضمون. بعد ذلك حوكمت عندما ضبطت متلبسة بالضحك على «اللمبي». قد يكون محمد سعد بشعاً وسمجاً وسوقياً، لكنه نمط جديد في الكوميديا. يمسخ العبارات ويتكلم باللعثمة. لغة ابتدعها لإضحاك المهمومين. إن من حق الجمهور أن ينسى همومه ويتسلى ويضحك ولو على رجل يضع قفاه محل وجهه.

نشأنا في فترة كانت الدعوة فيها شديدة لمفهوم الفن الملتزم. لا بد للأغنية من أن تحمل رسالة، وللفيلم من أن يناقش قضية وللقصيدة من أن ترفع رايتها الحمراء وتقود المسيرة. هي أهداف حميدة بالتأكيد. مع أن في الدنيا، عدا حميدة، نعيمة وجليلة وتماضر وميسون. لن يخون المتلقي قضيته الحميدة إذا سعى لشيء من الترويح عن النفس. صحيح أن الفن مدرسة، لكن ليس من الضروري أن يكون ثقيل الدم.

عشنا مع آباء يطربون للمقام وأمهات يدمعن على صوت زهور حسين. يحدث أن يطلع من بين الأبناء والأحفاد من يستمع إلى الكلاسيكيات الأوروبية ويرتاد عروض الأوركسترا. حاولت أن أشنّف أذني وأنسجم معها ولم أفلح. أحببت بافاروتي في بعض وصلاته ومطلع «شهرزاد» وفشلت في التسامي مع عرض أوبرالي كامل. يتسلل النعاس إلى أجفاني رغماً عني. أرى أن التذوق الفني لا يقوم على الإرغام، أي «قَسْطَني» باللهجة العراقية. وهات من يبحث عن أصل المفردة.

تعيد بعض القنوات بث الأفلام القديمة. إن لها جمهورها وهي من روائح ما يسمونه بالزمن الجميل. تعود «ليالي الحلمية» و«رأفت الهجان» إلى الشاشات ليراها جيل لم يفتح أعينه عليها. قد يبدو الإخراج ساذجاً والخطاب مباشراً والأصوات زاعقة. لكن هناك ملايين سهروا عليها وترقبوها بشغف وتناقشوا في محتواها. سال حبر كثير عن الحاج متولي الذي اقترن بأربع وتعرّض، قبل عشرين عاماً، للانتقاد. وهو ما يتعرض له جعفر العمدة حالياً. السنوات تجري والقوانين تتغير والمجتمعات تحاول اللحاق بالعصر، منها ما يسبق ومنها ما يتقهقر.

باستثناء الاتحاد السوفياتي، لم نسمع في الغرب نغمة السينما الملتزمة. ولا بدعة السينما النظيفة. أنتجوا الآلاف من أفلام العنف والجريمة. يستل جون وين مسدسه ويجندل خمسة هنود حمر وتشتعل الصالات تصفيقاً. ويقضي رامبو على ضحاياه وكأنهم حشرات. يخرج الممثل من الشاشة ناصعاً سعيداً بعضلاته. لا تنتظره مشنقة النقاد. إنها سينما.

في مصر احتفى النقاد بأفلام داوود عبد السيد وعاطف الطيب وخيري بشارة ومحمد خان. فنانون فاهمون وليسوا مخرجي مقاولات. كيف تعرف قيمة أولئك إن لم تتفرج على هؤلاء؟ ولى زمن الرقيب الذي يوجه العقول. فكيف إذا كان الرقباء واللائمون من أقرب الأصدقاء؟ إنه لعمري ظلم ذوي القربى.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرقيب من ذوي القربى الرقيب من ذوي القربى



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:57 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
 العرب اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 05:19 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

جنوب السودان يثبت سعر الفائدة عند 15%

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 09:06 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

القضية والمسألة

GMT 09:43 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

استعادة ثورة السوريين عام 1925

GMT 09:18 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الكتاتيب ودور الأزهر!

GMT 10:15 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

لماذا ينضم الناس إلى الأحزاب؟

GMT 18:11 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

النصر يعلن رسميا رحيل الإيفواي فوفانا إلى رين الفرنسي

GMT 18:23 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

حنبعل المجبري يتلقى أسوأ بطاقة حمراء في 2025

GMT 21:51 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

انفجار سيارة أمام فندق ترامب في لاس فيغاس

GMT 22:28 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

27 شهيدا في غزة ومياه الأمطار تغمر 1500 خيمة للنازحين

GMT 19:32 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صاعقة تضرب مبنى الكونغرس الأميركي ليلة رأس السنة

GMT 10:06 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صلاح 9 أم 10 من 10؟
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab