البَلَم الأولمبي

البَلَم الأولمبي

البَلَم الأولمبي

 العرب اليوم -

البَلَم الأولمبي

بقلم - إنعام كجه جي

أين وصلتِ الشعلةُ الأولمبية؟ سؤالٌ تتابعه وسائلُ الإعلام الفرنسية يوماً بيوم. الجواب: إنَّها على متن السفينة التي تنقلها من اليونان إلى فرنسا، لتوقد نارَ أولمبياد باريس هذا الصيف.

أستمع إلى الأخبار ويلفت انتباهي أنَّ اسمَ السفينة ناقلةِ الشعلة هو (البَلم). معقولة؟ إنَّ البَلَم، وجمعها أبلام، هي التسمية التي نطلقها عندنا على الزورق النهريّ. يكفي أن تذكر المفردة أمامَ أي عراقي من جيل الديناصورات حتى تنفرجَ أساريرُه ويغنّي: «يا بو بلم عشّاري... الشوق هزني بو بلم وهيّج عليّ أفكاري». وأبو البلم هو البلّام، أي حادي سفينة الماء.

أغنيةٌ عذبةٌ عذوبة أهل البصرة. من أجمل ما كتب عليّ العضب وأنشد فؤاد سالم ولحّن مجيد العلي. كيف وصلت التسمية من أحفاد سومر إلى شواطئ الإغريق؟

أمام الأسئلة الوجودية العسيرة لا مفرّ من الاستنجاد بـ«غوغل». وهو سيأخذك إلى جولة حول العالم يلفّ لها رأس القارئ. ستعرف أن «بلم» هي واحدة من ثلاث سفن صُنعت في مدينة نانت، غرب فرنسا. نزلت إلى المياه للمرة الأولى في عام 1896 واندثرت شقيقتاها بينما بقيت تقاوم الموجَ وعاديات الزمن. هيكلها من حديد وهي اليوم ثاني أكبر زورق شراعيّ في فرنسا. تنقلت بين العديد من المالكين. فهي تارة فرنسية وتارة إنجليزية أو إيطالية. كانت في مرحلتها الأولى تنقل الكاكاو. ثم تحوَّلت إلى مرتع لرحلات الترفيه عن الأثرياء. كما استخدمت لتدريب البحارة. انتهى بها المطاف، أواخر السبعينات، في ميناء البندقية. كانت في حالة يرثى لها. تنادى ممولون فرنسيون واشتروها وردّوها إلى بلادها. رمّموها وركبوا لها محركات وأعادوا لها هيبتها.

عروس بطول 58 متراً. تتهادى فوق الموج فاردة 22 شراعاً. أشرعة احتاجت 1000 متر من القماش السميك وسواعد مفتولة العضلات. أبحر على متنها تجار وزعماء ونجمات سينما وبحّارة كادحون وقراصنة. وهي اليوم محط أنظار العالم لأنها تنقل الشعلة الأولمبية.

يبقى السؤال: من أين جاءت التسمية؟ الجواب: من رسوّ السفينة في أولى رحلاتها عند ميناء «بلم» في البرازيل. على الضفة الجنوبية لمصبّ نهر الأمازون. كانت تنقل شحنةً من المواشي آتية من ميناء مونتفديو في أوروغواي. رحلة أولى بائسة. اشتعلت فيها النار عند اقترابها من الشاطئ وقضت على 121 بغلاً. عادوا بالسفينة إلى فرنسا ودخلت الورشة البحرية لإزالة آثار النيران. تحولت من المواشي إلى ناقلة للكاكاو لحساب «مونييه»، أشهر حلواني شوكولاته في زمانه. ثم جاءت الحرب العالمية الأولى وتوقفت السفينة عن رحلاتها التجارية. اشتراها دوق وستمنستر مقابل 3 آلاف إسترليني وأعاد تقسيمها إلى كابينات مريحة. أثثها بخشب الماهوغني من كوبا واستخدمها يختاً للترفيه عن ضيوفه.

دارت العروس حول العالم وعبرت قناة السويس عام 1923. رست خلال الحرب العالمية الثانية عند جزيرة «وايت» البريطانية ونجت بأعجوبة من القصف. ثم صدر قرار قبل 40 عاماً باعتبارها من التراث الوطني الفرنسي. لا يجوز بيعها ولا العبث بها. وهناك اليوم 11 ألف رجل وامرأة ينتظرون على أحرّ من الجمر وصول «البلم» إلى ميناء مرسيليا. سيتناوبون على حمل الشعلة الأولمبية من هناك حتى باريس. من بينهم ميلاني فول، بطلة المقاومة ضد الاحتلال النازي البالغة من العمر مائة وسنتين.

يطيب لي الظنّ أنَّ السيدة الفرنسية ستفهم لوعة المغنّي البصريّ حين يهمس: «يا بو بَلَم بصرتنا ما عذبّت مُحبّ واحنا العشق عذّبنا... يا بو بلم شط العرب يعرفنا ويوالفنا».

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البَلَم الأولمبي البَلَم الأولمبي



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار مختلفة لجعل غرفة المعيشة مميَّزة وأكثر راحة
 العرب اليوم - أفكار مختلفة لجعل غرفة المعيشة مميَّزة وأكثر راحة

GMT 18:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش اللبناني يعلن مقتل جنديين في ضربة إسرائيلية
 العرب اليوم - الجيش اللبناني يعلن مقتل جنديين في ضربة إسرائيلية

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F
 العرب اليوم - علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:03 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025
 العرب اليوم - روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 01:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العنف فى المدارس !

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 02:07 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العُلا... لقطة من القرن الثامن

GMT 08:22 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل جندي إسرائيلي من لواء كفير برصاص قناص شمال قطاع غزة

GMT 07:19 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 4.7 درجات يضرب أفغانستان في ساعة مبكرة من اليوم

GMT 13:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مستوطنون يحتلون مسجداً ويبثون منه أغنيات عبرية

GMT 06:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يحذّر من حقبة "تغيير سياسي كبير" بعد فوز ترامب

GMT 13:36 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"تسلا" تستدعي 2400 شاحنة من "Cybertruck" بسبب مشاكل تقنية

GMT 22:39 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سقوط قنبلتين ضوئيتين في ساحة منزل نتنياهو

GMT 16:54 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد فهمي ضيف شرف سينما 2024 بـ 3 أفلام

GMT 14:15 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد أمين يعود بالكوميديا في رمضان 2025

GMT 14:12 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

هند صبري تكشف سر نجاحها بعيداً عن منافسة النجوم

GMT 07:39 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات إسرائيلية تقتل 20 فلسطينياً في وسط وجنوب قطاع غزة

GMT 18:37 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت التعليق على الطعام غير الجيد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab