في قمة البحرين

في قمة البحرين

في قمة البحرين

 العرب اليوم -

في قمة البحرين

بقلم - إنعام كجه جي

من هواياتي الاحتفاظ بشارات المؤتمرات، أي هويات المشاركة التي تجمّعت لديّ من حضور الندوات والمهرجانات الثقافية ومعارض كتب. وفي الأسبوع الماضي أضفت إلى مجموعتي شارة مؤتمر القمة في المنامة. دعيتُ بصفتي «إعلامية مستقلة». هكذا كُتب على «الباج» الخاص بي.

فاجأتني الدعوة لأنني لست صحافية سياسية بالمعنى الدقيق. يحدث أن أمرّ بالسياسة مرور الكرام. حالي حال الكثيرين ممن أصابهم السأم، تمهيداً لليأس. لعلّ القصد كان دعوتي بصفتي روائية تكتب عن أهل بلادها المتفرقين في قارات العالم، مكرهين لا أبطالاً. من لا يحبّ العودة إلى البحرين، البلد الصغير الكبير بحضارته ومواهب أهله؟

تمرّ أمتنا بفترة حرجة من تاريخها. تشخيص أسمعه منذ أن تفتّح وعيي. كيف للحظة أن تمتدّ لمائة عام؟ ومع امتدادها وثقل ظلّها يصبح الحلم من حق المواطن العربي الصالح والمواطنة العربية الصالحة. الحلم حق من الحقوق. مثل الحرية والعمل والعيش بكرامة. يحلم الواحد منّا بانصلاح الحال. يتمنى الالتقاء على كلمة سواء. وبهذا فإنّ الخيال الروائي يزيّن لي فكرة اضمحلال النزاعات العرقية والطائفية والمذهبية. يُقنعني أن الخلافات السياسية يمكن أن تنتهي. الجرثومة التي تبدد ثروات الأمة وتمتص جهود نسائها ورجالها.

غفوت برهة مع أحلامي لأستيقظ في عام 2050. رأيتني مدعوة لتغطية قمة عربية منعقدة في غزّة، مثلاً، أو القدس، أو رام الله. أليس الله على كل شيء قديراً؟ والحقيقة أن مفردة تغطية تأتي هنا في باب المجاز. فكل شيء مكشوف مكشوف مكشوف... يا ولدي.

أبهجني أن أجد حول الطاولة المستديرة التي تجمع الملوك والقادة أربع نساء، من تونس ومصر ولبنان وموريتانيا. ولأن الشيء بالشيء يذكر، كان هناك، في قاعة جانبية، معرض يجمع مختارات من صور المؤتمرات السابقة ووثائقها، من قمة أنشاص في أربعينات القرن الماضي حتى منتصف القرن الحادي والعشرين. صور بالأبيض والأسود يظهر فيها مندوبون بطرابيش وشاشيّات وقبعات عسكرية وكوفيات وعُقُل.

تألف جدول الأعمال من ثلاثة موضوعات رئيسية: الأول مدّ سكك القطار السريع «العربستار» لتصل إلى حضرموت والفاو والداخلة والصعيد الجواني. تفطر طعمية بالشطّة في محطة إسكندرية وتتغدى سمكاً بالتنور في البصرة، أو كسكسي بالحوت في القيروان. ولأنني خارجة من نومة أهل الكهف، سألت عن الحدود والتأشيرات فضحك الشباب من سؤالي.

البند الثاني وضع خطة عاجلة لتنظيم الهجرة المتزايدة من سواحل المتوسط الشمالية نحو جنوبه وتقليص الأيدي العاملة الأوروبية. هناك حاجة لوقف زوارق الموت وغرق ركابها. ينطلق الآلاف منهم من سواحل إيطاليا وجزر اليونان ويقصدون بلادنا للعمل. يشتغلون ممرضين وممرضات في مصر، ويقطفون الحمضيات في السعودية، ويعصرون الزيتون في ليبيا، ويجمعون الياسمين لمصانع العطور في دمشق، ويعلبّون الأسماك في موريتانيا.

الموضوع الثالث: الإسراع في الاستفادة من آبار النفط الناضبة والمنشآت البترولية المحيطة بها. والحقيقة أن المقترحات كثيرة في هذا الميدان، مراكز إضافية لاستثمار الطاقة الشمسية. تشييد قرى سياحية ومشاتٍ وهضاب للتزلج مغطاة بالجليد. منصات لإطلاق مركبات إلى الكواكب الجديدة. غابات لنخيل وأعناب ومزارع قطن ومناحل وأعشاب طبية.

مرّت قمة المنامة بهدوء مثل هذه العاصمة الوادعة. سيتبرأ منا أبناؤنا وأحفادنا لو أورثناهم حروبنا السقيمة وعقولنا المتربصة.

arabstoday

GMT 08:40 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 06:34 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

المصريون والأحزاب

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في قمة البحرين في قمة البحرين



أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:24 2025 الأحد ,23 شباط / فبراير

نهج التأسيس... وتأسيس النهج

GMT 07:29 2025 الأحد ,23 شباط / فبراير

كم سيندم لبنان على فرصة اتفاق 17 أيّار...

GMT 05:50 2025 الأحد ,23 شباط / فبراير

حقائق غامضة

GMT 18:20 2025 السبت ,22 شباط / فبراير

إنستجرام يضيف ميزات جديدة للرسائل المباشرة

GMT 09:50 2025 السبت ,22 شباط / فبراير

أنغام تتألق في حفل تكريم عبدالله الرويشد

GMT 08:09 2025 السبت ,22 شباط / فبراير

كيف فكك المغرب خلية داعش؟
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab