التوريق بمعنى التحبير

التوريق بمعنى التحبير

التوريق بمعنى التحبير

 العرب اليوم -

التوريق بمعنى التحبير

بقلم - سمير عطا الله

أطلق الدكتور عبد الله الغذامي على نقلته من الأبحاث المطولة والمعمقة إلى الكتابة اليومية المختصة اسم «التوريق». وقد أعطى الغذامي لنفسه حيزاً أضيق بكثير مما يعطاه كتّاب الأعمدة، وهو نحو 400 كلمة، هذا يعني بكل بساطة أن العمل أكثر مشقة؛ لأن الاختصار قاسٍ أحياناً على صاحبه، خصوصاً إذا كان من الرواد الأولى مثله. مطرداً أو مقتضباً، تحمل أشجار الغذامي ثمراً عديداً. وتشبه «ورقته»، إذا صح التعبير، بستاناً من بساتين الرشيد، تتعدد فيه متعة الطبيعة ولذة العطاء. غير أن التبسيط هنا والاقتضاب القصري، أو التلقائي، لا يجرد المقال من الطابع الفكري الملازم للرجل. فهو يغرف من بحر القراءات والذكريات، خصوصاً في معارفه الجمّة، عن مراحل العصر في نشوء تاريخ الجزيرة والخليج.

يُقرأ الجزء الأول من «التوريقات» (المركز الثقافي العربي) على أنه دفتر من المفكرات المتنوعة، تنوع الأيام والأحداث. دائماً في هدوء ودائماً في تأنٍّ وسماع حيال الآخر. فالخطأ أو الثواب ليس حكماً مطلقاً. والتعدد نتيجة واقعية في الحياة الروائية، ومنها التعدد الثقافي. وهو سلوك لم نحسن اتخاذه. إذ يذكِّرنا المفكر السعودي بالستينات عندما «كان كل من يقف ضد العروبية يتحول تلقائياً إلى رجعي ممقوت إعلامياً وثقافياً، ولكن هذا الرجعي عاد، بعد انحسار الظرف، وصار وطنياً مثله مثل أي صوت آخر».

ثمة نقاش دائم في نصوص الغذامي، ولا أمر يؤخذ على عواهنه. كيوميات تقتضي أن يرفق الرواية بمرائيها. والأحداث تقتضي شرحها ولو مر عليها التاريخ. والعالم صغير في كل الأحوال.

هكذا نرى على سبيل المثال، المؤلف يلتقي العالم الشيخ حمد الجاسر عام 1980، فيسأله الشيخ إن كان يعرف رجلاً من حائل من عائلة الغذامي كان يساعده في بداياته في تأليف «معجم البلدان». فيبتسم صديق صاحبنا مجيباً: كان الرجل والدي.

يخالف الغذامي الرأي السائد من زمن، بأن الحكمة وراء النجاح. ويقول إن موعد الحكمة يأتي دائماً متأخراً وبعد انقضاء الحاجة إليها، مؤكداً «أننا لا نكون حكماء إلا بعد انكسار الجرة، ولو بلغناها قبل الحدث، لأصبحنا في دفتر الناجحين. وليس من الحكمة وما نسميه ثقافياً بالحكمة، ليس سوى خلاصة ذهنية راقية ومغرية، ولها مسكن أثير على الألسنة، والثابت أن الإنسان لم ينجح في الحكمة، وأكثر النجاحات تأتي عبر المغامرة التي قد نسميها جنوناً». يدافع المؤلف في «التوريق» عن فكرة وأسلوب «تويتر»، ويعتبر التغريدة فناً من فنون الأسلوب الأدبي؛ لأنها تُلزم مستخدمها بإتقان الاختصار.

arabstoday

GMT 06:34 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

المصريون والأحزاب

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التوريق بمعنى التحبير التوريق بمعنى التحبير



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 15:17 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

خالد النبوي يوجه نصيحة لنجله ويكشف عن أعماله الجديدة
 العرب اليوم - خالد النبوي يوجه نصيحة لنجله ويكشف عن أعماله الجديدة

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 14:36 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مورينيو ومويس مرشحان لتدريب إيفرتون في الدوري الانجليزي

GMT 14:39 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

وست هام يعلن تعيين جراهام بوتر مديراً فنياً موسمين ونصف

GMT 09:33 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أنغام تحتفل بألبومها وتحسم جدل لقب "صوت مصر"

GMT 14:38 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتى يحسم صفقة مدافع بالميراس البرازيلى

GMT 14:30 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

جوزيف عون يصل إلى قصر بعبدا

GMT 20:44 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مانشستر يونايتد يعلن تجديد عقد أماد ديالو حتي 2030

GMT 14:32 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

كييف تعلن إسقاط 46 من أصل 70 طائرة مسيرة روسية

GMT 15:26 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab