مفكرة القرية عتبة الليل

مفكرة القرية: عتبة الليل

مفكرة القرية: عتبة الليل

 العرب اليوم -

مفكرة القرية عتبة الليل

بقلم- سمير عطا الله

مشكلة شخصية جداً، لكن مثل جميع المشاكل العامة، لا حل لها إلا من السماء. منذ أسابيع وأنا أترقّب نجمة الصبح. عبثاً. لا تسمح لها السُحُب حتى بفتحة خجولة. ونجمة الصبح رفيقة أمسياتي منذ أن بدأت أحصي عدد النجوم في السماء. فجأة لمحتها أكبر من سواها، محلِّقة جانب القمر كأنه قمرها، هو ينزلق بطيئاً إلى غفوته، وهي تبقى حتى يرهقها النعاس. تدخل مخدعها في الأعالي وتترك الساهرين يتأرقون مثل طفل ينتظر الصبح من أجل هدية العيد. يكبر الطفل ويكف عن الاعتراف بأسراره الصغيرة لنجمة السهر. ثم يكبر ولا يعود لديه ما يبوح به. ثم يكبر ولا تعود الأسرار تليق به. ولا حتى الأحلام. ولا رفقة نجمة الصبح. مضى الزمن الذي كانت فيه كاتمة الأسرار.
استحِ يا رضا.
أنتَ تكذب يا رضا. تكذب في عمرك. وتكذب في ذرائعك. وتكذب في مكابرتك. وأنتَ صعلوك وحيد ومسكين يا رضا، و«عايشة وحدا بلاك، وبلا حبك يا ولد - حاجي تحكي عن هواك - ضحَّكت عليك البلد». والبلدان المجاورة. وما يليها. ويا رضا استحِ على كبرتك ولا تطلب تعزية ولا حناناً. وعلى من يشكو في مثل سنّك أن يترك الربيع للربيع، والغناء للذكريات. أنت، يا عم، انسَ «صوت الموسيقى». و«هات عينيك ترتاح بدنيتهم عينيا». حضرتك يا أخ، يليق بك، شيء مثل كيف الضغط هالأيام؟ عم تنتبه ع السكري؟ بفايزر أو سبوتنك؟
يا رضا، يلزم، في حالتك كل لقاحات الأرض، وفوقها بوستر. لاحظ مهارتي في التقنيات. صيدلية متنقلة وعسل يمني أسود من جبال تعزّ. مغشوش. أو في حاجة إلى بوستر كوري. الحظ أضمن المنتجات. إلا إذا كان سيئاً. وهو، كما تعرف، لا يغير عاداته.
وأنت يا رضا، لا تصغي ولا تسمع. مثلك مثل قطيع الوعول، مثل السيل من علٍ. مثل بكائيات امرئ القيس. وعل يموت حباً بفراشة، والفراشة مواعيدها الرحيق. وأنت يا رضا حصان هرم في حقول الذبول، على أطراف السياجات، يضحكون منك في الرسوم المفْرغة ومواقع اليبوس. لا تشرح لي يا رضا. هذه حالة تأتي مرة واحدة في العمر، لأنه يهيئ لها بطوفان هذا المزيج من الشعور. من الفرح والأسى والحياء والسيمفونية التاسعة. وفي ذروة هذا الخدر والحلم، تتراكض الغيوم كالحة حول نجمة الصبح، ويغلق أهل القرى النوافذ، ولا يبقى لك سوى عينيها. لا، لا أذكر ما هو لونهما، وإلا لكنت أخبرتك. لا شيء مثلهما يا رضا. لا شيء. لا أحد.
ما الذي يحدث يا رضا؟ ماذا تسمّي هذا التضاد المحرج؟ «الإعصار الجميل»؟ لا تحاول. ففي هذه الدنيا تمر بنا أشياء كثيرة أكبر من أسمائها. لذلك تترك إلى الموسيقى وحزن الأمطار والتيه تحت نجمة الصبح. لا ملجأ آخر ولا مفر ولا شيء. كل ما بقي لك، هو هذا: لحظة في «مفكرة» في قرية، في شتاء، رجل يبحث عن نجمة الصبح عند عتبة الليل. ونجمة الصبح خلف قمرها.

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مفكرة القرية عتبة الليل مفكرة القرية عتبة الليل



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab