عبودية لطيفة

عبودية لطيفة

عبودية لطيفة

 العرب اليوم -

عبودية لطيفة

بقلم - سمير عطا الله

«العادة عبودية»، قالت أمهات الأمثال وخلاصات التجارب. وقد كنت أعتقد أن «الآيباد» اختراع لطيف، دخل حياتنا ومعه جملة من الفوائد الحديثة في العمل والسلوى، وماذا أكثر؟ وبرغم إخفاقي في الانتساب إلى العصر الضوئي، فإن القليل الذي أفدت منه في استخدام «الآيباد» كان جماً. أول وأعظم الاشياء أنني أقرأ صحفي صباحاً وأنا في غرفتي. وثاني الأهميات، التأكد من الأسماء، والتواريخ، واستذكار الأقوال والأحداث. ومن ثم التأكد من سلامة اللغة. والمطالعة بلا حدود. وجدول الضرب. وشراء الكتب الصادرة حديثاً. أو قديماً.

من دون أن أدرك، اكتشفت أن «الآيباد» أصبح رفيقي الأول في حياتي اليومية. معلم وصديق ومساعد ورن موسيقى، وأرشيف، وذاكرة، ومدقق لغوي، وابن منظور، ولم يبق سوى أن يغلي لي قهوة الصباح، وأعتقد أنه قريباً سوف يفعل.

لكنه الآن معطل، ولذا فأنا في العصر الحجري. لا وسيلة لدي أعرف ماذا يدور في العالم، ولا ماذا حدث له (العالم)، منذ أن ذهبت إلى النوم الليلة (البارحة)، وبالتالي، عن ماذا أكتب. فقد يكون حدث مهم قد وقع ولم أدرِ به.

بعد يوم واحد من معرفة استخدام هذا اللوح الساحر، تكون قد أصبحت إنساناً ذا مؤهلات. وتخرجت من مدرسة على أعتاب العلم. وبين يوم وآخر، يتحول قول شكسبير الشهير، «المسألة هي أن تكون أو لا تكون»، إلى تعرف، أو لا تعرف. وبعد تعطل «الآيباد» عدت إلى فئة الذين لا يعرفون.

العادة جميلةٌ وقاسيةٌ. تعيش كل عمرك من دون شيء ما، وعندما تفقده لا تعرف أن تعيش يوماً واحداً من دونه. كل ما كنت تعدّه اختراعاً مذهلاً يصبح ضرورة مألوفة يصعب الاستغناء عنها.

بمجرد أن ينطفئ ضوءٌ صغيرٌ في آلة عجيبة، تعود إلى القرون الوسطى. يصبح من أجل الحصول على جريدتك، يجب أن ترتدي ثيابك وتذهب إلى المكتبة وتتبادل التحيات مع الناس. وقد تصل المكتبة وتجد أن الصحف التي تريدها قد نفدت، فتضطر إلى شراء ورق من التفاهات المؤذية للنفس والروح والجسد. هذه، مثلاً، محنة أنت مُعفى منها منذ ظهور «الآيباد».

في غياب «الآيباد» أصبحتُ مثل الأعسر الذي يُرغم على الكتابة باليد اليمنى. كل شيء في دماغه في مكانه الطبيعي. أي على اليمين. إلا يدْ اليسرى، فهي على اليسار. إذن، أين الخطأ؟ الخطأ أنها تستولي - حبياً - على وظيفة اليد اليمنى. وبذلك يحدث اختلال عفوي يراه الآخرون، ولا يعني شيئاً لصاحبه. إذ يبدو الأعسر وكأنه «يكوّع»، لا سمح الله، وهو رجل مستقيم.

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عبودية لطيفة عبودية لطيفة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:56 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
 العرب اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 07:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"
 العرب اليوم - ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
 العرب اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة
 العرب اليوم - ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 22:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تتجه نحو اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 21:25 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

هوكشتاين يُهدّد بالانسحاب من الوساطة بين إسرائيل ولبنان

GMT 10:02 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

اثنان فيتو ضد العرب!

GMT 11:05 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد صلاح يعبر عن استيائه من إدارة ليفربول ويقترب من الرحيل

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab