طيور البطريق

طيور البطريق

طيور البطريق

 العرب اليوم -

طيور البطريق

بقلم - سمير عطا الله

 

دعك من الضحايا الآن. ما زال الباب مفتوحاً، خصوصاً باب المفقودين، الذين يسجلون على أنهم لا موتى ولا أحياء ولا أشلاء. مفقودون. ودعك من النازحين والمقتلعين والمهجرين واللاجئين، فقد اعتدنا على مشهد ملايينهم، هم وحوائجهم، وأفرشتهم وبكاؤهم. لكن كيف نسمع رقماً مثل تدمير 20 ألف وحدة سكنية؟ لقد قال وزير الدفاع الإسرائيلي إنه يريد محو «حماس». لكن هذا الرقم يوحي بأنه يريد محو غزة. طبعاً كمرحلة أولى.

كاد الوزير يسميها باسمها الفعلي: حرب إبادة. منهم من يخوضها مباشرة مثل نتنياهو وزمرته، ومنهم من يخوضها بالتجاهل واللامبالاة مثل الدول الكبرى والقوى الكبرى، ومحزن مشهد السنيور غوتيريش يركض متوسلاً إيصال بعض المياه والخبز إلى الجائعين والعطشى.

سمعت مرة المفكر الإسلامي عبد الصبور شاهين يقول إن الإنسان هو الكائن الوحيد المستقيم القامة. وقلت يومها في نفسي إن الدكتور عبد الصبور لا يشاهد ما يكفي من برامج «ناشيونال جيوغرافي» التي تعرض على الدوام صور «أسراب طيور البطريق وهي تتمخطر على الميلين بطريقة مضحكة».

هكذا بدا المسكين غوتيريش وهو يعدو ساعياً إلى أي عمل إنساني حيال شعب يُقصف ويُحاصر ويُجوّع. لكن مكان الرجل، لو استطاع، ليس في رفح. هذا مكان الهلال أو الصليب الأحمر. هو مكانه في مجلس الأمن يهيّئ للقرارات القاضية بوقف فوري للنار. وهو دوره أن يهدد بالاستقالة إذا لم تتفق الدول الكبرى على مسار يرفع خطر المجازر على الفور.

وبمناسبة الحديث عن آلاف المدنيين، وآلاف المساكن، وعشرات المستشفيات، أليس لـ«حماس» أي مسؤولية في الأمر؟ هل كل هذا الموت والخراب مجرد استمرار للعملية العسكرية التي قامت بها في غلاف غزة؟ ألم تكن هناك خطة معدة «لليوم التالي»؟ لحملة سياسية، أو دبلوماسية تستثمر ما تحقق عسكرياً؟ ألم تكن تدرك أن حلفاءها يعانون مثلها، من عزلة دولية، وأن فرحة إيران الكبرى، ثم خيبتها، كانت في الحصول على 6 مليارات دولار، المبلغ الذي حصل عليه لبنان من موسمه السياحي، رغم طرقاته المقرفة.

يفهم المرء حالة الجنون والتوحش التي أصابت خريجي «الليكود» في إسرائيل. «يفهم» ذعر نتنياهو من نهايته السياسية. الذي لا نفهمه هو المضي في التصفيق لموت الفلسطيني وكأن الشهادة واجب أبدي والحياة من عيوب الأشياء. وبدل أن يفتح وزير خارجية إيران باباً أو نافذة نحو هدنة أو حل، يعد بتوسيع ساحات الحرب وآفاقها ونتائجها. وبين هذه النتائج أن 44 في المائة من ضحايا غزة، أطفال ونساء. هناك ردم أو إبادة كل دقيقة في غزة. هل هناك من يعمل لوقفها؟ أليس لدى العالم ما يرسل إلى الشعب الفلسطيني سوى طيور البطريق؟...

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طيور البطريق طيور البطريق



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم
 العرب اليوم - الدانتيل بين الأصالة والحداثة وكيفية تنسيقه في إطلالاتك

GMT 15:16 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

"يوتيوب" يطلق أدوات جديدة لتحسين الجودة
 العرب اليوم - "يوتيوب" يطلق أدوات جديدة لتحسين الجودة

GMT 12:06 2025 الإثنين ,27 كانون الثاني / يناير

أنغام في أول حفل بعد أزمة عبد المجيد عبدالله
 العرب اليوم - أنغام في أول حفل بعد أزمة عبد المجيد عبدالله

GMT 03:07 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

الثنائي الشيعي في لبنان... ما له وما عليه!

GMT 05:59 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

نموذج ذكاء اصطناعي مبتكر لتشخيص أمراض الرئة بدقة عالية

GMT 03:23 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

الذكاء بلا مشاعر

GMT 10:55 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

حكومة غزة تحذر المواطنين من الاقتراب من محور نتساريم

GMT 16:09 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

أصالة تكشف تفاصيل ألبومها الجديد باللهجة المصرية

GMT 11:21 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

جريمة مدبّرة ضد شقيق عمرو دياب

GMT 16:22 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

"برشلونة يمدد عقد جيرارد مارتن حتى 2028"

GMT 16:01 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

ريهام حجاج تخوض تجربة جديدة وتعلن سبب غيابها سينمائياً

GMT 10:55 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

الجيش الإسرائيلي يحذر اللبنانيين من التوجه إلى الجنوب
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab