فـليُقتَلوا قال المنظّر

فـليُقتَلوا... قال المنظّر

فـليُقتَلوا... قال المنظّر

 العرب اليوم -

فـليُقتَلوا قال المنظّر

سمير عطا الله
بقلم - سمير عطا الله

العام 2008 دعا ألكسندر دوغين تلميذه الفكري وحاكم روسيا فلاديمير بوتين إلى ضم القرم بالقوة. والعام 2018 قال ببساطة، إن الأوكرانيين يجب «أن يُقتلوا، أن يُقتلوا، أن يُقتلوا، ولا مجال للكلام».
ليس لدى المنظّرين حل آخر. خلال الحرب اللبنانية أعلن الشاعر سعيد عقل، أن «على كل لبناني أن يقتل فلسطينياً». وقبل يومين من مقتل داريا دوغينا في موسكو، كان هادي مطر ينفذ الفتوى الإيرانية في طعن سلمان رشدي 15 مرة.
الآيديولوجيون، على أنواعهم ومشاربهم، يمنحون أنفسهم حق الموت والحياة. مثل دوغين مثل سعيد عقل. الأخير أصدر دعواه رداً على فتوى مماثلة أصدرها شيخ ضرير في مخيم في شمال لبنان. الشاعر يستخدم لغة وفكر ضرير يعيش في مخيم. المفكر دوغين يتطلع إلى شعب بأسره ويدعو إلى قتله، فيكون الرد عليه قتل ابنته على يد امرأة أوكرانية وابنتها، حسب الرواية الروسية. إلى أين لجأت الفاعلتان؟ إلى إستونيا، التي يتهمها سيرغي لافروف منذ ستة أشهر بكل أنواع التآمر على روسيا. يجب أن ننتظر رواية أوكرانيا ورواية إستونيا. ففي الحروب، الادعاء مباح والاختلاف عصب المعركة. ولا مقاييس. وأي مقاييس يمكن أن تبقى ما دامت القاعدة هي القتل بكل الأساليب والوسائل.
كيف نظر ألكسندر دوغين إلى مقتل ابنته؟ قال إن الانتقام لها عمل صغير ليس من شيم روسيا، والحل الوحيد هو باحتلال أوكرانيا برمّتها. يجب التذكير هنا بأن بوتين ليس المريد الوحيد لفكر دوغين. ثمة عدد كبير جداً من الروس يتبعونه، وكتبه هي من الأكثر مبيعاً في البلاد. روسيا التي حرّكها ذات زمن يساري يدعى فلاديمير بوتين، يحركها اليوم رجل من أقصى اليمين.
مقتل داريا دوغينا، الأكثر حماساً من والدها، سوف يزيد الحرب حدّة، مهما نفى الرئيس الأوكراني علاقة بلاده: «نحن دولة لا قتلة». المشاعر اللاهبة سوف تزداد، والأحقاد سوف تتوسع، ومؤيدو بوتين سوف يتضاعفون، واغتيال الابنة سوف يتحول إلى ذريعة لشن حرب جديدة وليس مجرد التصعيد في الحرب.
إذا لم تكن أوكرانيا هي الجهة المدبرة، فمن تكون؟ «فريق ثالث»؟ فريق محلي أكثر تطرفاً من دوغين؟ سوف تبدو انعكاسات الجريمة وكأنها قطع آخر الجسور بين الروس والأوكرانيين. ويكفي قراءة برقية التعزية التي بعث بها بوتين إلى العائلة وما ورد فيها عن «القلب الروسي الكبير»، و«روسيا الأم»، وطعن الروح الروسية، لكي نفهم أي اتجاه تتخذه المسألة.

arabstoday

GMT 06:34 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

المصريون والأحزاب

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فـليُقتَلوا قال المنظّر فـليُقتَلوا قال المنظّر



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:58 2025 الخميس ,06 شباط / فبراير

قربى البوادي

GMT 12:49 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

حورية فرغلي تلحق قطار دراما رمضان بصعوبة

GMT 10:17 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

لعن الله العربشة والمتعربشين
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab