بقلم:سمير عطا الله
فيما يبحث الكتّاب عن المناسبات التي تقع فيها الأحداث التي غيّرت في مسارات العالم، أجد نفسي أمام حدث شخصي مهني لا ينسى: عام 1963 جئت إلى الطائف من الكويت بطريق جدة لمقابلة الملك فيصل بن عبد العزيز. ستون عاما على بداية عمل صحفي تنقلت خلاله في بلدان العالم، وتسنى لي خلالها مقابلة عدد كبير من قادة الأمم وأهل السياسة والفكر. وهذا العام أيضاً أتم 36 عاما، والحمد لله، من كتابة عمود يومي سبعة أيام في الأسبوع.
فقط بحق الأقدمية ومتابعة الأجيال، أسمح لنفسي بالمشاركة في اختيار رجل العام. على أي أساس تنتقي؟ استناداً إلى مدن المستقبل التي بناها؟ إلى مدن الماضي التي أعاد اكتشافها؟ ديون البلاد التي أعاد تسديدها؟ النهضة الاقتصادية التي حققها؟ النظام المالي الذي طوَّره من الاعتماد على طاقة الوقود إلى اعتماد طاقة البشر؟ العمرانية والسياسية والعالمية. مشرقاً يطل الأمير محمد بن سلمان من إطار صورة رجل العام، ورجل المرحلة، وأمانة الابن العملاق لأب من العمالقة، فكراً وقلباً وفروسية.
لا تستطيع أن تقدّر حجم التجدد الذي طرأ على هذه المملكة من لندن أو باريس. يجب أن تأتي إلى هنا، الرياض أو جدة. إلى حيث جاء رئيسان أميركيان ورئيس فرنسا ورئيس الصين، والرؤساء العرب، وشيوخ الديرة، ورفاق درب الماضي وطرق المستقبل.
رؤية وحيوية، ونيات حسنة بلا حدود. وورشة 24 ساعة في إقامة النظام العامل والمنتج. وإقامة مجتمع متشارك لا يكون فيه أحد عبئاً على الآخر. سوف ترى التغيير دون أن تراه، لأنه أصبح مسألة يومية عادية. العمل للجميع. والفرص للجميع. وبلد يتحرك شبابه في كل اتجاه، لم يعد من الضروري أن تنتظر عام 2030. لقد أصبحت الرؤية حقيقة بكل وضوح، وأصبحت عملاً مؤسساتياً تلقائياً. وكيفما تلفتّ تجد أثر ولي العهد الأمين يدفع أمامه عربة التجدد أميالاً أميالاً. المؤسسة بكل أركانها.