جعل الكرة من لون قدمه

جعل الكرة من لون قدمه

جعل الكرة من لون قدمه

 العرب اليوم -

جعل الكرة من لون قدمه

بقلم:سمير عطا الله

كأنما لم يشأ السنيور إدسون أرانتس دي ناسيمنتو، أو «بيليه»، أن يعكّر أجمل مهرجان كروي في التاريخ، فصانعَ في موعد غيابه كما أن يصانع في حضوره العالمي، خطّافاً، هدافاً، متوّجاً بلده «ملك ملوك الكرة».
حيثما حضر طغى. عندما فاز ثلاث مرات بكأس العالم، أصبح لون الكرة أسود. وكذلك لون الفرح. والآن لون الحداد الذي ترتديه البرازيل ثلاثة أيام، وفاءً للرجل الوحيد الذي وضعها على لائحة التاريخ، من دون صراع أو انقلاب أو دماء.
سر بيليه لم يكن قدمه فقط. كان دماغه أيضاً، في كل الملاعب. ووضع أسطورة الرياضة في صناعة الأسطورة الإنسانية، باسماً، متواضعاً، كريماً، سخياً، ماهراً في رسم صورة الإنسان.
سرّه أنه كان لا يكتفي بما يحقق من ذهول ودهشة في الملاعب، بل ما يسخّره أيضاً في سبيل قضاياه. هكذا فعل محمد علي كلاي عندما جعل من قوة قبضته حارساً لأعتاب السود من مواطنيه. هكذا قدم محمد صلاح نفسه على الملعب العالمي، ليس هدافاً ساحراً، بل ساحر يرسل أول جني الفوز إلى فقراء بلدته.
هذا الجانب من الشخصية الرياضية لم يتقنه رفاق بيليه كما فعل، فيما ظل هو ينمّيه حتى اليوم الأخير. وفي مرحلة أصبح وزير شؤون الرياضة، وكاد يوماً يخوض معركة الرئاسة، ولو فعل، لاكتسح. هكذا كان محمد علي كلاي في أميركا، تهفو إليه الجموع كما كانت تهفو وكأنه مارتن لوثر كينغ آخر.
يبتعد معظم نجوم الرياضة عن العمل الاجتماعي أو السياسي، ربما بسبب اختلاف ظروفهم وبلدانهم. ليس من قضية لون أو عِرق لدى كرويف أو بيكنباور أو الأساطير الأخرى. ولن يكون ميسي بيليه آخر، مع أن كرة القدم تكاد تسبق السياسة في أهميتها الجماهيرية، في البلدان الغنية والفقيرة على السواء. وتتصاعد هذه الظاهرة بصورة خاصة في العالم العربي على سبيل المثال. فالشغف الكروي لم يعد حكراً على مصر وحماسيات الأهلي والزمالك، بل انتقل أيضاً إلى السعودية وبقية دول الخليج. ولا شك أن دورة الكأس في قطر تركت أثراً بالغاً في نفوس شباب أهل المنطقة، فيما جمع أداء المنتخب المغربي اهتمام العرب أجمعين.
كانت الوجوه السياسية والأدبية والفنية هي التي تكبر بها الأمم. الآن هي الأقدام العجيبة. ومع تقدم هذه الرياضة التي حوَّلها بيليه إلى فن، تقدم معها كل ما يتعلق بها. وأكثر ما لفتني في دورة قطر تقدم المذيعين العرب الذين يغطون المباريات. مهارة مهنية رائعة، وسرعة تسابق سرعة الكرة نفسها، وعرض دقيق لا يقوم فقط على «هايل» و«يا سلام» و«أحمد شاطها بدماغو».

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جعل الكرة من لون قدمه جعل الكرة من لون قدمه



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:57 2025 الجمعة ,07 شباط / فبراير

قصي خولي يكشف مصير مسلسله مع نور الغندور
 العرب اليوم - قصي خولي يكشف مصير مسلسله مع نور الغندور

GMT 09:58 2025 الخميس ,06 شباط / فبراير

قربى البوادي

GMT 12:49 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

حورية فرغلي تلحق قطار دراما رمضان بصعوبة

GMT 10:17 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

لعن الله العربشة والمتعربشين

GMT 13:14 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

بريطانيا تطالب بضمان مستقبل الفلسطينيين في وطنهم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab