احتفالان

احتفالان

احتفالان

 العرب اليوم -

احتفالان

بقلم - سمير عطا الله

شغلتنا «رئاسيات» لبنان ومظاهرها الصبيانية عن واحد من أهم أحداث التاريخ البشري. لبنان «يحتفل» بانتهاء ولاية الرئيس بالمواكب والزمامير وبيانات التشاتم، وبريطانيا العظمى تسلم الحكم لمجموعة من «الملونين» يتقدمهم رئيس الوزراء الهندوسي. في لبنان انتهت ولاية الرئيس والنزاع قائم حول تعيين وزراء جبران باسيل.
الدول الصغيرة سياسات صغيرة، وأحقاد صغيرة، وتعابير مبتذلة، ونكايات عفنة. بلدية لندن في عهدة باكستاني، وسياسة الأمة في عهدة هندوسي، ووزارة الداخلية أمانة في عنق سيدة من جزر الموريشيوس. ماذا حدث؟ ألم يعد هناك إنجليز في «الجزر البريطانية»؟ ماذا حدث للرجل الأبيض؟ صحيح أن الدنيا تتغير والعالم ينقلب، لكن إلى هذه الدرجة؟ أجل. إنه العام 2022. ولكن ليس في كل البلدان.
غريب أن «يحتفل» حزب الرئيس بخروجه ونهاية عهده. فالمفترض أن هذه مناسبة يحتفل بها الخصوم. وعدد هؤلاء ليس بقليل. أما أن يؤكد العهد بهذه الطريقة حجم المعارضة له، وضآلة ما أنجز، فهي فكرة غير سليمة إطلاقاً من جملة أفكار أخرى، غلب عليها طابع النكد الصغير في لحظات المصير.
المقارنة في هذه الحالات ظلم للجميع. ظلم لسذاجة من تخطر له المقارنات. وظلم للمقارن به، والمقارن له، والمقارن عليه. لكن ماذا تريدنا أن نفعل بقانون المصادفات: هندي يدفع أمامه مقر داونينغ ستريت، وجنرال في الثامنة والثمانين يجر خلفه قصر بعبدا. وليس للمرة الأولى. وربما أيضاً ليس للمرة الأخيرة. ففي غياب الإنجازات الحقيقية يسعى المحتفلون إلى تكبير الأوهام وتلوين الجفاف.
حاول العونيون استعادة مشهد «قصر الشعب» يوم كان جنرالاً في بعبدا يعد بتحرير لبنان، لكن المشهد بدا مفتعلاً ومصطنعاً ولقطات تصويرية. كان عون يومها في الخامسة والخمسين من العمر ويرفع شعارات كبرى. ولم يتحقق منها إلا وصوله إلى الرئاسة. وما زال يرفع شعار «مكملين»، باعتبار أنها مسيرة مكللة بالنجاح.
في المقابل، في الجهة الأخرى، يعود الحاكم الفاشل إلى منزله من البوابة الخلفية. يسلم الأمانة بموجب القانون والعرف والتقاليد. وقد بلغت بريطانيا تلك اللحظة التي سماها ونستون تشرشل «أروع الساعات»، Finest Hour.
خرجت رئيسة الوزراء بعد 44 يوماً ليخلفها في الحكم شاب هندي. وقبلها خرج رئيس وزراء لم يحقق شيئاً سوى اللفظيات المكررة. وفي بعبدا، التي من أعمال الجمهورية اللبنانية، يرفع المتظاهرون صورة الرجل وهو في الخامسة والخمسين من العمر. بالثياب المرقطة.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

احتفالان احتفالان



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 10:00 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

ناصيف زيتون يشوّق الجمهور لأغنيته الجديدة بطريقة مميزة
 العرب اليوم - ناصيف زيتون يشوّق الجمهور لأغنيته الجديدة بطريقة مميزة

GMT 02:56 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مقتل وإصابة 40 شخصا في غارات على جنوب العاصمة السودانية

GMT 10:42 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عواقب النكران واللهو السياسي... مرة أخرى

GMT 10:46 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

إيران بين «طوفان» السنوار و«طوفان» الشرع

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 10:22 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

توتنهام يضم الحارس التشيكي أنطونين كينسكي حتى 2031

GMT 10:38 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

المشهد في المشرق العربي

GMT 10:27 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

سبيس إكس تطلق صاروخها فالكون 9 الأول خلال عام 2025

GMT 08:03 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 14:02 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

الاتحاد الإسباني يعلن رفض تسجيل دانى أولمو وباو فيكتور

GMT 11:47 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

كيروش يقترب من قيادة تدريب منتخب تونس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab