خواطر الخماسية

خواطر الخماسية

خواطر الخماسية

 العرب اليوم -

خواطر الخماسية

بقلم - سمير عطا الله

في أسبوع واحد تمر مناسبتان: 100 عام على ولادة محمد حسنين هيكل، و50 عاماً على حرب خصمه أنور السادات؛ الأول لم يتردد في الإشارة إلى رئيس مصر «كعبد»، والثاني عزم على ربح حرب العبور وجعل 32 ألف جندي يرفعون علم مصر في غفلة من إسرائيل، وأخفق في حرب إسكات هيكل، أو كسر قلمه. يعيش الناس التاريخ بالسرعة الإملائية البطيئة، ويتذكرونه صوراً مشوشة وعناوين عاجلة.

العبور لم يكن فقط العبور، سبقته محنة السادات السياسية داخل مصر، وصراعه المرير مع المعارضين، وتظاهرات طلاب القاهرة، ورميهم في السجون. وفي سعيه لإخفاء موعد الهجوم، تحمّل السادات شتى أنواع النكات، خصوصاً «سنة الحسم» التي ظلت دون حسم لعام 1972.

وكان هيكل ممنوعاً من الكتابة في مصر، لكنه أصدر الكتاب بعد الآخر في الخارج. وفي بيروت اتفق مع «دار النهار» على كتابين، توليت ترجمة الأول، وتدقيق الثاني.

لم يستطع السادات سحب الوهج الإعلامي من عبد الناصر، ولا من كاتبه الأول. وكان هيكل قاسياً في معارضته للسادات الذي يدرك أنه لا يكنّ له الإعجاب. بدأت حربهما صامتة، ثم علا صراخها، وكان ذلك منذ 50 عاماً، والمعارضون يذكّرون السادات بحرب الاستنزاف التي شنها عبد الناصر بعد الهزيمة، فلماذا لا تقلدها؟ وكان السادات يعد في السر لحرب العبور والجلاء الكامل وتحرير سيناء وطابا، لكن الجماهير قليلة الصبر وكثيرة الشكوك، وبينها وبين السادات عداء غير معلن؛ لأنه أخذ مكان ناصر، ولأن ناصر غاب مبكراً في الثانية والخمسين، شاباً ومكسور الخاطر في 67، لكن الجماهير التي خاف عبد الناصر أن تخرج عليه خرجت تمنعه من الاستقالة.

ظلت مصر في حالة من الفوران السياسي والاجتماعي والإنهاك الاقتصادي؛ فالنكسة الحقيقية للنظام لم تكن في سيناء، بل في فشل التجربة الاشتراكية. والفلاحون الذين صفقوا للتأميم وابتهجوا لإذلال الباشوات رأوا النتيجة تقشفاً وبطالة وهروباً كاسحاً للرأسمال الأجنبي والاستثمار. والتحقت مصر، عفواً أو قصداً، بالنظام الاشتراكي السوفياتي المخفق بدل الاشتراكية شبه النموذجية في الغرب.

ربما لم يكن يخطر للسادات أن عبد الناصر سوف يغيب مبكراً ويصبح هو رئيساً للجمهورية، لكن كان يخطر له بالتأكيد، أو يتمنى، لو أن مصر تصبح أكثر انفتاحاً وأقل اشتراكية، كما أقل ارتباطاً بالسوفيات والاشتراكية. وعندما قال إنه سوف يسير على خطى عبد الناصر، حضرت النكتة المصرية فوراً: «على خطه ومعاه محاية! يمحو بها كل أثر».

إلى اللقاء...

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خواطر الخماسية خواطر الخماسية



منى زكي في إطلالة فخمة بالفستان الذهبي في عرض L'Oréal

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:05 2024 الخميس ,26 أيلول / سبتمبر

الأحداث المتصاعدة... ضرورة الدرس والاعتبار

GMT 09:14 2024 الخميس ,26 أيلول / سبتمبر

اذهب وقاتل وحدك إنّا ها هنا بنيويورك مفاوضون
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab