مشروع «دورميا»

مشروع «دورميا»

مشروع «دورميا»

 العرب اليوم -

مشروع «دورميا»

بقلم - سمير عطا الله

يقوم فريق من جامعة «MIT»، دار العلوم في العالم، بتجربة آلة سميت «دورميا» أو «النوم»، مهمتها ليس أن تلغي الأحلام التافهة من ليلك، وإنما أن تمكنك من صنع الحلم الذي تريد، وتجنبك تمضية ساعات النوم الجميلة في رؤية من لا تعرفهم، أو الأسوأ، أي تعرفهم، أو تعرفهم وتتمنى ألا تراهم.
يقع التحقيق عن «دورميا» في حوالي 20 صفحة من مجلة «هاربرز». وقد بذلتُ جهداً شاقاً في القراءة حتى بلغت عشر صفحات، وبعدها كدني العرق من عدم الفهم، وغلبني النعاس وغرقت في شيء، لا هو حلم ولا هو كابوس، بل مشاهد ثقيلة تعاودني، لمعلم قديم توفي منذ سنوات طويلة، وهو في حالة غضب مني.
وبما أن للأحلام فلسفتها ونظرياتها، ومنها أن الأمور معكوسة، أي أن الغضب معناه الرضا، والعتب معناه المحبة، فإنني أتقبل هذ التفسير، لكنني في غضون ذلك أكون قد خرجت من الحلم متعباً، منزعجاً، متسائلاً ما الحكمة من عكس الأشياء الجميلة، وهي قليلة في النهار ونادرة في الليل.

في الماضي قرأت الكثير من سيغموند فرويد وشروحه، ولم تقنعني ولا أقنعتها. وأصغيت إلى مفسرين ومفسرات، وبعضهم وعدني بأن أربح ورقة اللوتو على الأرقام البريطانية، أي حوالي 9 ملايين إسترليني. وسألني، هل الحلم بالألوان، فقلت، والزاهي منها أيضاً، فقال، إذن لن يظهر رابح هذا السحب وسوف تضاعف قيمة الجائزة وتقطفها في السحب التالي.
أصبحت أحلام الليل أمراً يبعث الضيق، خصوصاً أن الذين في عمري يفقدون الرغبة في أحلام اليقظة باعتبار أن الوقت لا يتسع لها، وإذا ما حدث واتسع، فإن القدرة على التمتع بما تراءى، تكون قد غابت في ضعف النظر وجفاف العروق وسائر المرويات.
مع ذلك بذلت مجهوداً في محاولة فهم مشروع «دورميا». فإذا تحقق ذات يوم وأتقنتُ «هندسة» الأحلام، أكون قد أعددت لائحة بالأحلام التي لا أريد تحملها. مثلاً، التشاجر مع اثنين من أساتذتي الأحباء. ومشهد كسارة بحص في شرق لندن. مشهد ست غسالة تلقي محاضرة فكرية في هارفارد، قرب MIT.
ترافقني آثار بعض الأحلام طوال النهار. أشكال ألوان. وجوه لم أرها في حياتي ولا أدري ما علاقتها بالسيد فرويد، أو مشروع «دورميا» الذي أتمنى له النجاح، لكن لا يمكنني ولا أريد المشاركة فيه، لأن مجرد القراءة عنه بدت أثقل من رحلة في القطب المتجمد الجنوبي وأنا في قميص ذي كمين قصيرين. وأنا أيضاً أقدر الأبحاث المناخية التي تجري، ليس فقط في الجنوبي بل في الشمالي أيضاً، وفي أعماق البحار وقمة إيفرست، لكن هذا لا يعني أنني أريد مشاهدتها في الحلم، خصوصاً وأنا في قميص نصف كم.
كان أبي يقول «الإنسان لا يرتاح حتى وهو نائم». ولم أكن أفهم ماذا يقصد. ولم يكن في زمنه مشروع «دورميا». وأنا أفضل ما يلحقني ويلاحقني من عذاب الأحلام على أن أتدرب على هندستها. دعونا ننَم.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مشروع «دورميا» مشروع «دورميا»



فساتين سهرة رائعة تألقت بها ريا أبي راشد في عام 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 12:44 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

كنوز السياحة في الاردن تروي تاريخ حضارات قديمة
 العرب اليوم - كنوز السياحة في الاردن تروي تاريخ حضارات قديمة

GMT 10:33 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

تامر حسني يتألق بحفله الأخير في موسم الرياض
 العرب اليوم - تامر حسني يتألق بحفله الأخير في موسم الرياض

GMT 09:35 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

طريقة طهي الخضروات قد تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب

GMT 08:59 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

خاسران في سورية... لكن لا تعويض لإيران

GMT 08:06 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

«بنما لمن؟»

GMT 08:54 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... الوجه الآخر للقمر

GMT 06:33 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 12:58 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

كريم عبد العزيز يفاجئ الجمهور في مسرحيته الجديدة

GMT 09:18 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

سلامة وسوريا... ليت قومي يعلمون
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab