أصوات العرب دليل النجاة

أصوات العرب: دليل النجاة

أصوات العرب: دليل النجاة

 العرب اليوم -

أصوات العرب دليل النجاة

بقلم - سمير عطا الله

كما في كل الحروب لم تبقَ بشاعة لم تنضم إلى الحرب اللبنانية في السبعينات. ولم يبقَ قاتل إلا وقُتل. ولم يبقَ تاجر سلاح إلاّ وازدهر. ولم يبقَ طائفي إلاّ واستوحش. ففي الحرب، يقول المثل الفرنسي، الجميع في الحرب.
كان في لبنان إذاعة واحدة هي الإذاعة الرسمية، لكن مع أدوات الشر والقتل ظهرت للمرة الأولى إذاعات «الإف إم» وانضمت إلى التحريض وبث الحقد والكره. وشردت البشر. وتعاون رفاق الأمس وغدر بعضهم ببعض، وانقسم لبنان إلى شرق وغرب و«مناطق تماس» وصار الناس يُقتلون حسب هوياتهم وطوائفهم ومناطقهم.
في خضمّ هذا الجحيم المستعر والمتمدد، برزت ظاهرة من رجل واحد. ووسط هذه الفوضى وضياع المسؤولية قرر المذيع شريف الأخوي أن يحوّل برنامجه في الإذاعة الحكومية إلى دليل للخلاص والسلامة، وصار يتصل بقوى الأمن ليعرف منها أي الطرق «سالكة وآمنة»، ويذيع ذلك على الناس. وصار اللبنانيون ينتظرون «نشرة» شريف الأخوي بدل نشرة الأخبار لأنها أكثر رحمة وإنسانية.
مع شريف الأخوي لعب الراديو الدور الإنساني الأول. مثله مثل سيارات الإسعاف والمتبرعين بالدماء. ومثل كثيرين من اللبنانيين الشجعان الذين رفضوا الانضمام إلى المقتلات اليومية التي حصدت أكثر من 150 ألف قتيل، وشردت نحو 800 ألف على الأقل.
وما إن انتهت الحرب حتى كانت إذاعات «الإف إم» في كل مكان. وتراجعت الإذاعة الرسمية التي كان الرئيس إلياس الهراوي يقول إنها لا تُسمع أبعد من شارع الحمراء، أي محيطها المباشر.
لم تعرف البلدان العربية التي عاشت حروباً أهلية مثل لبنان، مساعداً مثل شريف الأخوي. وبعد شر الحرب تحوّل المقاتلون جميعاً إلى وزراء ونواب وأثرياء ولم يفكر أحد في منح الأخوي الأول وساماً من درجة ما.
كان مفتوناً بالعمل الإذاعي مثلما كان مفتوناً بالأدب العربي الذي عمل على تدريسه. وقد جاء إلى الإذاعة اللبنانية من إذاعة الشرق الأدنى، المدرسة الإذاعية الأقدم.
لكن في كل عمله الإذاعي ظل في الجانب الأدبي، متحاشياً السياسة، إلى أن داهمته الحرب، فهزمها.
إلى اللقاء...

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أصوات العرب دليل النجاة أصوات العرب دليل النجاة



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 14:00 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
 العرب اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة  بالروسي

GMT 10:38 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

المشهد في المشرق العربي

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 15:07 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

كاف يعلن موعد قرعة بطولة أمم أفريقيا للمحليين

GMT 19:03 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

فيروس جديد ينتشر في الصين وتحذيرات من حدوث جائحة أخرى

GMT 13:20 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

برشلونة يستهدف ضم سون نجم توتنهام بالمجان

GMT 02:56 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مقتل وإصابة 40 شخصا في غارات على جنوب العاصمة السودانية

GMT 07:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 08:18 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مي عمر تكشف عن مصير فيلمها مع عمرو سعد

GMT 10:42 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عواقب النكران واللهو السياسي... مرة أخرى

GMT 09:44 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

الصحة العالمية تؤكد أن 7 ٪ من سكان غزة شهداء ومصابين

GMT 08:54 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

محمد هنيدي يكشف مصير مشاركته في رمضان

GMT 23:13 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 5.5 درجة على مقياس ريختر يضرب مدينة "ريز" في إيران
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab