والأزهار على قبعتك

والأزهار على قبعتك

والأزهار على قبعتك

 العرب اليوم -

والأزهار على قبعتك

بقلم:سمير عطا الله

وضع فرانز كافكا مرة قصة قصيرة عنوانها «تقرير إلى أكاديمية»، تحكي عن قرد استطاع الحصول على ذكاء بشري، وقام بإلقاء محاضرة عن ماضيه كحيوان متوحش. في تلك المحاضرة يشرح القرد لسامعيه عن محدوديته. إنه قادر فقط على النقل أو التقليد، وليس على الإبداع. وقد طرح على المفكر الآلي المدهش «تشات جي بي تي» هل أنت قادر على كتابة قصيدة جيدة؟ فأجاب على الفور «في حين أنه من الممكن إبداع الشعر من دون مؤلف بشري، فإن معظم الشعر المعتبر ذو مغزى ومهم، هو عادة من تأليف شاعر له هوية مميزة وصوت مختلف».
المشكّكون في هذا الاختراع المذهل يحاولون البحث عما لا يستطيع المستر «جي بي تي» أن يفعل. هذه هي العادة دائماً مع الظواهر الجديدة. ولكن ما يستطيع أن يفعله مدهش بغير حدود. وما زلنا في البدايات. والأرجح أن الأستاذ المذكور يكتب الشعر والنثر أفضل بأشواط من نسبة كبيرة من «المبدعين» أو «الخلاّقين» الذين يمضون أعمارهم وأعمارنا دون أن يبدعوا كلمة أو فكرة أو فاصلة أو فعلاً ناقصاً.
هذا الشاعر الكاتب الأستاذ «جي بي تي» قد يصبح الأكثر غزارة في التاريخ. وقد يغير المناهج الدراسية. وبدل أن يشتري الطلاب أطروحاتهم من الكتبة يطلبونها مباشرة من «الأستاذ». كل ما عليهم أن يفعلوه هو إعطاؤه بضعة عناصر وعناوين. واترك الباقي له. ولذا قد يكون الأدب في المستقبل عملاً مشتركاً بين الآلة والإنسان.
سوف يكون العبقري هو «البرنامج»، و«البرمجة» هي الفكر. ربما يأتي وربما لا يأتي يوم ينافس فيه «الأستاذ»، جورج برنارد شو، أو برتراند راسل، لكنه قادر على وضع خطاب تقليدي يلقى أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، تتكرر فيه مواقف الدول من النزاعات والقضايا المطروحة منذ نشوء المنظمة أو قبله. قد تكون هذه المدهشات مجرد خطوة أولى في برنامج رأينا أُسُسه. تذكِّر البعض الكتابات الشعرية التي وضعها «جي بي تي» بقصائد أندريه بروتون، وشعراء السوريالية أوائل القرن الماضي، أي أن تكتب ما يخطر لك من كلام دون أي تفكير، مُعتمداً جمالية النص دون معنى.
يخيّل إلى أن المقارنة مبكرة أو غير جائزة. وأزداد قناعة عندما أعيد قراءة بروتون، أو السورياليين الأوائل، مثل التشيكي أوسكار ميلوش، الذي وضع التذكر بلغة المستقبل.
وسوف تكونين مدثرة بالبنفسجي الشاحب والأزهار على قبعتك تكون صغيرة وحزينة.

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

والأزهار على قبعتك والأزهار على قبعتك



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:58 2025 الخميس ,06 شباط / فبراير

قربى البوادي

GMT 12:49 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

حورية فرغلي تلحق قطار دراما رمضان بصعوبة

GMT 10:17 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

لعن الله العربشة والمتعربشين

GMT 13:14 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

بريطانيا تطالب بضمان مستقبل الفلسطينيين في وطنهم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab