بلا عصر

بلا عصر

بلا عصر

 العرب اليوم -

بلا عصر

بقلم : سمير عطا الله

عدت من «سوق عكاظ» وعصر الشعر الجاهلي، لأتذكّر أننا أصبحنا هذا القرن خارج أي عصر من عصور الشعر. وكنا نسمي المراحل عصراً لأنها كانت على مر السنين والقرون، حافلة بهم، وليس عليك سوى الخيار. وحتى السبعينات من القرن الماضي، ظل الشعر حياً وحيوياً، حديثه وكلاسيكيته.

في مرحلة واحدة، نزار قباني ومحمود درويش والسياب والبياتي وسعيد عقل والأخطل الصغير وأدونيس وأمل دنقل وعمر أبو ريشة وسواهم.

ومنذ غياب قباني ودرويش، لم تعد فكرة «العصر» قائمة. وعندما يرد اسم أدونيس في موعد «نوبل الآداب» كل عام، يبدو وحيداً، كأنما ليس من أمة كان الشعر فيها من حليب الأطفال.
عاش الشعر زمناً طويلاً هو الشعر والقصة والرواية، هو الغزل والحكمة والهجاء ونشيد القتال. كان فن العرب الوحيد في الأدب، يهابه التعثر حتى الامحاء، ولم يتعرف العرب على الرواية إلا في زمن متأخر جداً

كفنٍّ مستقل. منذ بداية هذا القرن لا تصدر المطابع إلا الرواية. ولا تصدر الشعر إلا مدفوعة كلفة طباعته سلفاً. فقد غادر جمهوره في الأمسيات وفي المكتبات. ومعه غابت الموسيقى. وغابت لعبة الرمز. وغاب الشاعر، فارساً أو صعلوكاً أو متسكعاً عند أعتاب الحب.

لحق الشعر بالعرب أنى ذهبوا. وحوّله الأندلسيون إلى موشحات ونسائم وإيقاعات جديدة من أنغام قرطبة وطليطلة. وفي أفريقيا كان الشعر ديوانهم. به يعشقون، وبه يشكون، وبه يرثون، وبه يغنون الحياة. قلما كان هناك بلد لم يكن له شاعره. وقيل إن لموريتانيا مليون شاعر. وتنازع السودان وليبيا هوية محمد الفيتوري ونسبه. وحل هو المشكلة على طريقته: كلاكما موطني وقارتي. ثم تزوج لبنانية وذهب يعيش في المغرب، بعيداً عن معمر وعمر.

كان أستاذ الأدب والنقد في جامعة بيروت العربية، الدكتور أنطوان غطاس كرم، يعتقد أن الشعر أقدم على انتحار بطيء. أغفل الشعراء التعمق في الثقافات الإنسانية، واكتفوا بنبض الحدث الآني وثقافة الصحف: «ثم إن الشعراء المحدثين سرعان ما نضبت غذاءاتهم، فنضب إنتاجهم الأصيل، لقلة خصبه، وسكنت حركة الاطراد في العبقرية وتكاملها المستمر... فاستتروا (الشعراء) بالجرس الكلامي يرن في المسامع حتى تطربك منه التلاوة، فإذا فككت مضمونه، وقعت على ابتذال يشبه (الخلاء)».

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بلا عصر بلا عصر



GMT 00:35 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

لبنان يتعهد بالتعاون مع "الإنتربول" للقبض على مسؤول سوري
 العرب اليوم - لبنان يتعهد بالتعاون مع "الإنتربول" للقبض على مسؤول سوري

GMT 21:53 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

زينة وباسم سمرة معاً في الدراما والسينما في 2025
 العرب اليوم - زينة وباسم سمرة معاً في الدراما والسينما في 2025

GMT 10:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو
 العرب اليوم - الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو

GMT 20:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 02:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

النيران تلتهم خيام النازحين في المواصي بقطاع غزة

GMT 17:23 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنتر ميلان الإيطالي يناقش تمديد عقد سيموني إنزاجي

GMT 16:59 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يتوعد الحوثيين بالتحرّك ضدهم بقوة وتصميم

GMT 17:11 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

اتحاد الكرة الجزائري يوقف حكمين بشكل فوري بسبب خطأ جسيم

GMT 02:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 10 ركاب وإصابة 12 في تحطم طائرة في البرازيل

GMT 06:45 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

انفجار قوي يضرب قاعدة عسكرية في كوريا الجنوبية

GMT 17:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

.. قتلى في اصطدام مروحية بمبنى مستشفى في تركيا

GMT 11:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 10:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو

GMT 06:35 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تعليق الرحلات من وإلى مطار دمشق حتى الأول من يناير

GMT 09:16 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل

GMT 20:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 10:53 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

شام الذهبي تعبر عن فخرها بوالدتها ومواقفها الوطنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab