نظرية في النقد

نظرية في النقد

نظرية في النقد

 العرب اليوم -

نظرية في النقد

بقلم : سمير عطا الله

البعض ترجم العنوان إلى العربية «في مديح زوجة الأب»، والبعض الآخر «في مديح الخالة». وأما السرد نفسه، ففي الحالتين كان جذاباً مرحاً. تميّز البيروفي - ماريو فارغاس يوسا - عن رعيله في أميركا اللاتينية بتحويل المصاعب إلى مضاحك وسخرية، وملء الحوادث المؤلمة عادة بالسرد المرح. أكثر رواياته مرحاً هي «يوميات السيد ريغوبيرتو»؛ يعمل الدون ريغوبيرتو محامياً ناجحاً في شركة تأمين، ويعيش حياته، مثل مهنته، على سطح الأشياء. لكن ثمة موقفاً في حياته يتميز بالعمق.

في منزل الدون ريغوبيرتو مكتبة تضم أربعة آلاف كتاب. وكلما اشترى كتاباً جديداً، رمى في المهملات كتاباً من الرفوف، بحيث لا يتغير الرقم أبداً. لماذا؟ لأن الدون ريغوبيرتو كان يحلم لو أنه أصبح ناقداً أدبياً، بدل هذا الملل الرتيب في بوالص التأمين. وتعويضاً عن ذلك، قرر أن يمارس النقد بنفسه، وعلى نفسه: يرمي كل كتاب تافه لكيلا يقع في يد أحد.

ألتقي الدون ريغوبيرتو في مكتبات كثيرة حول العالم. أقول له: كم كنت على حق يوم رميتَ هذا الكتاب الذي أشتريته أنا أمس. لقد خدعني عنوانه، يا عزيزي، وغشني الفهرس، وتآمر عليّ بعض النقد. ودعني أقل لك، مهما كان ذلك تفصيلاً رخيصاً وغير ضروري: ثمن الكتاب التافه هو أقل المؤلمات في هذه الخيبات والمقالب الساقطة؛ المسألة كلها في الخديعة. هنا يتشارك مهرهر الكلام وطابعه وناشره وموزعه وبائعه، وأقاربهم وأبناء عمومتهم وأنسباؤهم، في الوطن والمهجر.

ونصيحتي لك، لا تشترِ كتاباً ملفوفاً بالسيلوفان. أولاً، السيلوفان عدو للبيئة، مثل أبيه البلاستيك وأمه النايلون، ومن الأخير أغنية العزيزة شريفة فاضل «العتبة قزاز، والسلم نايلو في نايلو». وهو، كما ترى، تدليل للنايلون على أشكاله، كما في تدليل وجع الأطفال في أغنية «بوس الواوا، خللي الواوا يسح (يصح)». وهناك كتب وكليبات ومسلسلات كثيرة أخرى لا يجوز ذكرها في الصحف التي تقرأها جميع العائلة. لذلك، اكتفى دون ريغوبيرتو من النقد بالفضيحة لنفسه: أربعة آلاف كتاب تغيرت أربعة آلاف مرة من دون أن يلحظ أحد الفرق.

arabstoday

GMT 08:40 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 06:34 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

المصريون والأحزاب

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2025 السبت ,05 إبريل / نيسان

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نظرية في النقد نظرية في النقد



تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 08:34 2025 السبت ,19 إبريل / نيسان

قطة تثير ضجة بين الصحفيين في البيت الأبيض

GMT 02:02 2025 الإثنين ,21 إبريل / نيسان

زلزال قوته 5.5 درجة يهز جزيرة سيرام الإندونيسية

GMT 01:44 2025 الإثنين ,21 إبريل / نيسان

إسرائيل تلغي تأشيرات 27 برلمانيا فرنسيا

GMT 01:54 2025 الإثنين ,21 إبريل / نيسان

واتساب سيتيح قريبًا ترجمة الرسائل داخل الدردشة

GMT 01:38 2025 الإثنين ,21 إبريل / نيسان

وصول باخرة قمح إلى سوريا لأول مرة منذ سقوط الأسد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab