رحيل رجل شجاع
أخر الأخبار

رحيل رجل شجاع

رحيل رجل شجاع

 العرب اليوم -

رحيل رجل شجاع

بقلم - أمل عبد العزيز الهزاني

محاطون بضجيج الأحداث التي لا تتوقف، ومعظم أسوئها من نصيب منطقتنا العربية. ولا نكاد نصحو حتى نتألم من فراق أحبة وأصدقاء رسموا وشماً في صدورنا وتركوا لنتأمله بقية حياتنا.السعودية اليوم، ممثلة بوزارة الدفاع، تنعى رجلاً من رجالاتها الأبطال، رجلاً عشق السماء والتحليق فيها، عاش ومات محلقاً في سماوات النجاح والإنجازات الوطنية. مساعد وزير الدفاع الأستاذ محمد عبد الله العايش، رحل صباح أمس تاركاً خلفه إرثاً ثميناً لا يُقدر بثمن، وهو الصيت الحسن والذكر الطيب، وتاريخ مشرّف من إنجازات ومهام عسكرية ودبلوماسية وسياسية. منذ كان ضابطاً برتبة ملازم في القوات الجوية السعودية، كان العايش متميزاً بذكائه الحاد، وبصيرته البعيدة. اجتهد وكافح بكل ما أوتي حتى آخر سنتين من عمره، فكان من الطبيعي أن يترك بصمة لا تُنسى في مواقع قيادية مهمة، بدأت من تحليقه بأول طائرة F15 تدخل الخدمة في السعودية، مستعرضاً الطائرة أمام الملك خالد بن عبد العزيز رحمه الله. وكان من رجالات الأمير سلطان بن عبد العزيز الذي أحبه كثيراً ومنحه ثقة غالية، فنصّبه قائداً للقوات الجوية الملكية السعودية، وتخرج على يده مئات الطيارين. ثم حاز ثقة الملك سلمان حينما كان وزيراً للدفاع، وحتى وفاته البارحة؛ كان منذ عام 2014 مساعداً لوزير الدفاع، ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان.

أن تنال ثقة القيادة، عقوداً من الزمن، في موقع مهم وحساس، وأن تترك خلفك سمعة عطرة يذكرك بها الناس، فهذا اختيار وليس حظاً. اختيار المواطنة الصالحة، والبذل من أجلها الوقت، والجهد، والصحة، هو اختيار من ضمن خيارات كثيرة نواجهها في الحياة.

رحيل الأستاذ محمد العايش أبكى كل من عرفه وسمع به، وهم كثر. منهم من قدم له العايش فرصاً لحياة كريمة، ورسم للكثيرين طرقاً معبدة تستوعب طموحاتهم. تواضعه، وشهامته، ونبله، جزء من صفاته الشخصية التي يعرفها القريبون منه والبعيدون، فصيته الحسن كان فوّاحاً. هذا الرجل الفريد كان سنداً وعوناً لكل من طرق بابه، ذاكرته القوية كانت إحدى ميزات صفاء ذهنه وحنكته العسكرية والسياسية، لكنها كانت تتخلى عنه حينما يقدم إحساناً أو عوناً لأحد، لأنه كان الكريم الذي يعطي وينسى ما أعطى، النبيل الذي لا ينتظر شكراً، المتجمل المترفع عن الإطراء.

الأستاذ محمد العايش قدم لوطنه وقيادته السياسية التي عاصرها كل ما يستطيع أن يقدمه المواطن الصالح، حتى عند بداية تسلل المرض الخبيث إلى جسده لم يتوقف عن العمل، لم يشكُ. حتى أقاربه لم يفشِ لهم معاناته وألمه، كانوا يعرفونه القائد الشجاع، والمربي الفاضل، مربياً ليس لأبنائه من صلبه فقط، بل لدفعات متتالية من الضباط تتلمذوا على يده، وكان لهم نعم القدوة.

تفضل الله عليه بنعم كثيرة؛ أن منحه القدرة والوازع الوطني لخدمة بلده في كل الظروف التي مر بها منذ حرب الخليج الأولى والثانية، وحتى حرب اليمن اليوم، لذلك فهو عن استحقاق جدير بكل وسام تحصل عليه، وما أكثرها، وعلى رأسها وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الممتازة.

العايش، عاش خادماً لبلده، وولاة أمره، شريفاً، متواضعاً. وحينما اضطر للمكوث في المستشفى خارج المملكة وداخلها للعلاج، كان قلبه متعلقاً بعمله، وأوراقه، ومراسلاته. خذله المرض، ولم تخذله عزيمته، وانتقل إلى ربٍ كريم بعد رحلة حياة تستحق أن تُدرّس.

خالص العزاء لمقام خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، ونائبه الأمير خالد بن سلمان، على رحيل أحد أبرز رجالات مؤسسة الدفاع.
وعزائي لأسرته الكريمة، وأصدقائه ومحبيه.

arabstoday

GMT 08:40 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 06:34 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

المصريون والأحزاب

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رحيل رجل شجاع رحيل رجل شجاع



أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 11:23 2025 الجمعة ,14 شباط / فبراير

عن قمة باريس للذكاء الاصطناعي

GMT 02:39 2025 الجمعة ,14 شباط / فبراير

سماع دوي أصوات انفجارات في العاصمة كييف

GMT 17:11 2025 الجمعة ,14 شباط / فبراير

وفاة الممثل والكاتب السورى هانى السعدى

GMT 13:02 2025 الجمعة ,14 شباط / فبراير

مبابي يعود لقيادة منتخب فرنسا في مارس رسميًا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab