باكستان والدعايات التركية
الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان أكثر من 141 قتيلا في اشتباكات بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب بوتين يقول إن الهجوم الضخم على أوكرانيا كان "ردًا" على الضربات على روسيا بأسلحة أميركية وبريطانية الجامعة العربية تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء لسكان عدد من المناطق في صور ويأمرهم بالتوجه إلى شمال نهر الأولي الدفاع الجوي الأوكراني يعلن إسقاط 50 مسيرة روسية من أصل 73 كانت تستهدف مواقع أوكرانية الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا
أخر الأخبار

باكستان والدعايات التركية

باكستان والدعايات التركية

 العرب اليوم -

باكستان والدعايات التركية

بقلم - أمل عبد العزيز الهزاني

آمنت أنقرة بفشل استراتيجياتها مع أوروبا التي تستعد لفرض عقوبات عليها بسبب سلوكها الاستعدائي، وبفشلها مع المنطقة العربية التي همشتها بسبب سلوكها الاستعلائي، ومحاولة زج نفسها في ملفات عربية حساسة. ولأن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، رجل حالم، خرج من دائرة الواقع، تراه يبحث في كل الاتجاهات عن بدائل من الحلفاء، ومزيد من العلاقات التي قد يكون لها ثمن لا تستطيع تسديده في المستقبل، مثلما تفعل الآن في جنوب وسط آسيا مع القارة الهندية.

أهمية القضية لإردوغان ليست كما يحاول أن يبديها، بدعم المسلمين في تلك المناطق، بقدر ما هو تسويق لحلمه الشخصي حول قيادة العالم الإسلامي بالدرجة الأولى، إضافة إلى حرصه على أن تكون تركيا جزءاً من طريق الحرير الجديد، الذي يبدأ من العملاق الصين، ويمر عبر باكستان وإيران ثم تركيا إلى أوروبا، ومنافع لا حصر لها من مشروعات تتخذ هذه الدول محطات توقف.

تركيا اختارت النفاذ إلى آسيا من خلال باكستان، حيث تتوفر فيها كل مقومات التدخل؛ كونها بلداً مسلماً، ولها قضية عالقة، وهي كشمير. أي أنها بلد لديه نزاع، مثلما الوضع في سوريا وليبيا والعراق واليونان. النزاعات مدخل سهل، لأن تركيا تجيد فن الاصطفاف، وارتداء وشاح الدفاع لكسب موطئ قدم لها. هذا ما يفسر تطور العلاقات الباكستانية - التركية في السنوات الأخيرة، اقتصادياً وعسكرياً. كما أن باكستان دولة مهمة للغرب في ملف مكافحة الإرهاب، والعلاقة مع أفغانستان، إضافة لكونها قوة نووية إسلامية وحيدة. لكنها من جهة أخرى، تعاني إسلام آباد من وضع اقتصادي ضعيف نتيجة شح الموارد، ولديها ديون مستحقة للبنك الدولي، وهي تحاول الآن الاستعانة بالصين لإقراضها، رغم أن الدول العربية المسلمة كانت دائماً هي الداعم الاقتصادي لها. إردوغان لم يتعامل على المستوى الحكومي فقط، بل بدأ بالشارع الباكستاني، بالقوة الناعمة من خلال مسلسل «أرطغرل» الذي تابعه أكثر من 50 مليون باكستاني، متصورين أن أحداث المسلسل هي الوجه المثالي للقيادة الإسلامية التي يتوق لها كل مسلم. دغدغة مشاعر المسلمين بالدراما المتعلقة بزمان القوة العثمانية ليمنيهم بسراب عودة ذاك الزمان. واجتهد إردوغان أكثر، من خلال تقديم منح تعليمية حتى لمسلمي الهند ليتحولوا في توجهاتهم السياسية داخل تركيا إلى التصميم الذي يخدمه.

معضلة باكستان أنها تختزل مشكلاتها في كشمير، وترى العالم وتقيم علاقاتها مع العالم من هذه النقطة. القضية مهمة، لكن حلها في المحاكم الدولية وليس دبلوماسياً، لأن الهند، الخصم اللدود، لديها علاقات قوية وتزداد قوة مع دول إسلامية عربية، يأتي على رأسها المملكة العربية السعودية. الرياض مثلاً لم تجعل حرب اليمن ميزان قياس لتحالفاتها الدولية، لأن دبلوماسيتها بعيدة النظر.

إردوغان يحاول مع لعبة الوقت والاتفاقيات أن يوهم إسلام آباد أنها مضطرة للاختيار بين السعودية وبينها، واضعاً أمام باكستان تصريحاته النارية حول تأييده لها حول قضية كشمير، الوتر الحساس، حتى أن رئيس الوزراء الباكستاني رد له الجميل بإطلاق تصريحات مباشرة حول تأييده لتركيا في تحركاتها بشرق المتوسط وضد اليونان، ودعمها سياسياً ضد أرمينيا وشمال سوريا. وصل الأمر بإردوغان أن وعد بدعم قضية كشمير عسكرياً بإرسال مرتزقة من سوريا إليها، كما فعل في إقليم ناغورني قره باخ، وليبيا. هذا المشهد المعقد يوضح كيف صنع هذا الرجل شبكة من العداوات لتركيا في كل اتجاه، متناسياً أن الهند ليست قوة اقتصادية كبرى فحسب، بل عسكرياً أيضاً. نيودلهي ليست الوطية ولا عفرين، واستمرار استفزازها قد يصل لخط اللارجعة، وإن كنت لا أرجح أن تجازف تركيا بالدخول في مواجهة مماثلة، لأن تدخلاتها العسكرية عادة ما تكون في المناطق الرخوة، والهند لاعب مهم في آسيا، وعلاقاتها مع الدول العربية الكبرى وأوروبا والولايات المتحدة تعطيها قوة سياسية معززة.

ما الخيارات أمام باكستان؟ هل تسلم لتركيا، حتى وإن كان الثمن خسارة دولة مثل السعودية؟ هذه مجازفة كبيرة لمن يقرأ المشهد في الشرق الأوسط خلال العقد المنصرم. العلاقة السعودية الباكستانية عميقة، بحكم قيادة المملكة للعالم الإسلامي إضافة إلى أنها بلاد الحرمين، والتعاون العسكري بين البلدين منذ عقود، وباكستان مشاركة في التحالف العسكري الإسلامي، والتعاون الاستخباراتي كبير في ملف مكافحة الإرهاب. هذه العلاقة استراتيجية ليست آنية، وعلى المدى المتوسط والبعيد، ستدرك إسلام آباد أن الدعايات التركية ستورطها في مواجهات تعتقد أنها ستنجح مثلما نجح «أرطغرل» في زماناته. الظرف مختلف، التعاطي مع الواقع السياسي والجيوسياسي هو ما يحدد مصائر العلاقات والتحالفات وليست الدراما الدعائية. كشمير قضية مهمة لكل الدول الإسلامية، لكن جعلها معياراً للعلاقات مع الدول هو تحجيم لشأن باكستان، وإضرار بمصالحها الاستراتيجية.

 

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

باكستان والدعايات التركية باكستان والدعايات التركية



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab