همسة في أذن بعض العلماء

همسة في أذن بعض العلماء

همسة في أذن بعض العلماء

 العرب اليوم -

همسة في أذن بعض العلماء

بقلم - حمد الماجد

سُئل عالم فاضل عن اعتراض أحد المثقفين على وصفة طبية نبوية بأن هذا الاعتراض إلحاد وردة عن الإسلام، وأنه يجب أن ينفذ في حقه أحكام الردة، وهذا في تقديري ليس حكماً قاسياً فحسب، بل يفتقر إلى أبجديات وأسس الحوار العلمي الرصين، أما أنه حكم قاسٍ فلأن عدداً من العلماء وطلبة العلم المتخصصين يرون أن أقوال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في مسائل الطب مثل اجتهاده في مسألة (تأبير النخل) أي تلقيحه، فقد اعترض النبي على عملية التلقيح فقال: «لَوْ لَمْ تَفْعَلُوا لَصَلُحَ»، فتركه الصحابة فخرج التمر شيصاً أي فاسداً، فذكروا ذلك للنبي فقال كما في صحيح مسلم (أَنْتُمْ أَعْلَمُ بِأَمْرِ دُنْيَاكُمْ) أو (إِذَا كَانَ شَيْءٌ مِنْ أَمْرِ دُنْيَاكُمْ فَأَنْتُمْ أَعْلَمُ بِهِ، فَإِذَا كَانَ مِنْ أَمْرِ دِينِكُمْ فَإِلَيَّ).

لم أورد هذه المسألة الطبية النبوية في معرض المشاركة تأييداً أو معارضة، الذي يهمني هنا أن التعامل مع المستجدات والنوازل والمسائل الفقهية الحساسة تُسخن أحياناً درجة الحوار، فتؤدي أحياناً إلى أن يتجاوز التعبير وتتوتر المفردات، وهذا لن يكون مقبولاً من عامة المتحاورين من المثقفين والإعلاميين، فكيف بالعلماء ورثة الأنبياء والمفترض فيهم أن يتحلوا بأكبر قدر من «الموضوعية» والهدوء في الجدل العلمي فيما بينهم أو مع غيرهم.

يحدثني أحد علماء السعودية أنه وهو في معرض أي جدل علمي صرف تجد أحياناً من يجعل في حيثيات اعتراضه أن هذه الفتوى أو ذلك الاجتهاد على خلاف ما كان يفتي به مثلاً سماحة الشيخ فلان والعلامة فلان، وهذه بالتأكيد مداخلة ليس فيها ما يرقى إلى المناقشة العلمية، ففطاحل العلماء قديماً وحديثاً أصدروا فتاوى على خلاف ما كان سائداً بين شيوخهم وأقرانهم وسيأتي مستقبلاً من يستدرك فيعترض أو يفصل فيما ساد بين مشايخه، فالحوارات العلمية مثل الماء يصلحه الجريان ويمسي آسناً إذا ركد.

ولما اجتهد عالم في موضوع الرمي في الحج قبل الزوال، وصفه عالم آخر بأنه وقع في (هوة مردية، واكتسب بكتابتها سمعة مزرية، وفاه بجهالة جهلاء، وضلالة في هذا الباب عمياء) وهذا أيضاً بالتأكيد لا يدخل في باب النقاش العلمي الموضوعي، الذي يقارع الحجة بالحجة والدليل بالدليل، هذا ناهيك من أن فتواه فك الله بها كربة الحجاج ويسر بها عليهم بعد عسر، والعلماء الذين يتبنون الفتوى نفسها في ازدياد.

كما أنه من الخطأ أيضاً أن يتحول النقاش العلمي إلى أسلوب يستخدم فيه الترهيب والوعيد، مثل أن يقال أحياناً إن من يتبنى هذا الرأي أو ذاك فإنه سيحدث ثلمة في الإسلام، أو سيستغلها أعداء الدين والملة، أو أن متبني هذه الفتوى قد تلبسه الهوى.

نتمنى من مشايخنا الفضلاء التلطف مع المخالفين للفتوى السائدة وعدم وصفهم بالمرجفين والمتخرصين، أو أنهم لم يكترثوا بأقوال النبي (صلى الله عليه وسلم) في الموضوع، فقد تعلمنا من مشايخنا أن أفهام الناس تختلف منذ عهد النبوة وستظل كذلك إلى يوم الدين، وليست مخالفة فتوى عالم بالضرورة مخالفة للدين أو رداً للوحي لا في المسائل الطبية ولا غيرها، وقد رفع شيخ الإسلام ابن تيمية الملام عن الأئمة الأعلام في كتيبه الشهير، فكيف نضع الملام عليهم وعلى الباحثين والمحاورين تارة أخرى؟

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

همسة في أذن بعض العلماء همسة في أذن بعض العلماء



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 13:23 2025 الأربعاء ,29 كانون الثاني / يناير

سهير رمزي تثير الجدل حول اعتزالها التمثيل
 العرب اليوم - سهير رمزي تثير الجدل حول اعتزالها التمثيل

GMT 04:48 2025 الإثنين ,27 كانون الثاني / يناير

أشرف بن شرقي يوقع للأهلي بمليون ونصف دولار

GMT 05:15 2025 الإثنين ,27 كانون الثاني / يناير

مقتل شخص وإصابة 8 آخرين بإطلاق نار في تكساس الأميركية

GMT 06:42 2025 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

غوغل تكشف موعد تغيير تسمية خليج المكسيك

GMT 12:06 2025 الإثنين ,27 كانون الثاني / يناير

أنغام في أول حفل بعد أزمة عبد المجيد عبدالله
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab