مسلمو أوروبا الانحناء للعاصفة

مسلمو أوروبا... الانحناء للعاصفة

مسلمو أوروبا... الانحناء للعاصفة

 العرب اليوم -

مسلمو أوروبا الانحناء للعاصفة

بقلم - حمد الماجد

فيما يبدو أنها أحد مظاهر المنافسة المحتدمة مع اليمين الفرنسي المتشدد، وقبل مدة وجيزة من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، قرر الرئيس الفرنسي المثير للجدل إيمانويل ماكرون، في 2 فبراير (شباط) 2022، مضاعفة دعم الحكومة الفرنسية للمدارس المسيحية في المنطقة العربية والشرق الأوسط إلى أربعة ملايين يورو، مؤكداً هذا الإجراء بكونه «التزاماً علمانياً تاريخياً» للجمهورية، أعلن ذلك، كما تذكر بعض المصادر، في لقاء مع نشطاء مسيحيين يتولون مهمة دعم المسيحية والمسيحيين في المنطقة العربية، وأن الدولة الفرنسية وجمعية «أوفر دوريان» ستضاعفان معاً مساهماتهما في صندوق دعم مدارس الشرق الأوسط، لتستفيد من هذا الدعم 174 مدرسة مسيحية، بينها 129 في لبنان، و16 في مصر، و20 في الأراضي الفلسطينية، و3 في الأردن، وأكد ماكرون أن «دعم مسيحيي الشرق هو التزام علماني لفرنسا ومهمة تاريخية».
وليس اللافت هو اهتمام الرئيس ماكرون بالمدارس المسيحية في الدول العربية، بل لأن هذا الإجراء جاء بعد سلسلة إجراءات ضد عدد من المراكز والمدارس الإسلامية في فرنسا، وهو أيضاً ما لاحظه عدد من المثقفين والإعلاميين الفرنسيين، ومنهم ألان غريش الصحافي الفرنسي المخضرم ورئيس تحرير موقع «أوريون 21»، الذين أبدوا استغرابهم من التحول للراديكالية في خطاب ماكرون مما يدل على ازدواجية معاييره واستغلاله السياسي للقضايا مع قرب الانتخابات الرئاسية!
وفي تقديري أن الموقف الأسلم والأحكم للجاليات المسلمة من أي إجراء استفزازي في فرنسا أو في بقية الدول الغربية التي تشهد صعوداً قوياً للتيار اليميني المتشدد، هو في عدم التصعيد والكف عن الخطاب الشعبوي العاطفي الذي يولول ويتوعد ويهدد، فهذا من شأنه أن يزيد الأجواء توتراً، وبالتالي قد تصدر ردود أفعال حماسية عنيفة بالتأكيد سيستغلها اليمين المتطرف ذو النفوذ الطاغي في إشعال فتيل «الإسلاموفوبيا»، ومن ثم المطالبة بالمزيد من التضييق على الأقليات المسلمة وسن قوانين الكراهية ضدها.
كما أن على المؤسسات الإسلامية من مراكز ومدارس أن تعيد النظر في أنظمتها وأدبياتها ولغة خطابها، فتستخدم «المناقيش» الدقيقة للتخلص من المفردات «الشعبوية» العاطفية، والاكتفاء بخطاب تعايشي هادئ عقلاني يقوم على مد الجسور والعلاقات والتعاون مع المجتمعات المحلية بكل ألوان الطيف الديني والمذهبي والفكري، كما يتحتم عليهم مراجعة المواد التي تدعو إلى تغيير ديانات الآخرين، خصوصاً الديانة السائدة في البلد المضيف، والاكتفاء بالتعريف بالإسلام وليس بتعليمه:
«teaching about Islam، not teaching Islam».
وثمة فرق دقيق بينهما، وقد لاحظت هذا التحسس حين كنت أعمل في المركز الإسلامي في لندن في التسعينات، حيث زارنا عدد من البريطانيين من خلفيات مختلفة، وأبدوا رغبتهم في التعرف على الإسلام، وكانوا يحذرون من محاولة تغيير ديانتهم.
الانحناء للعاصفة اليمينية المتشددة لا مواجهتها، في فرنسا وغير فرنسا، هو الأسلوب الذي يعزز مكانة الأقليات المسلمة في الدول الغربية وليس العكس. فيما يبدو أنها أحد مظاهر المنافسة المحتدمة مع اليمين الفرنسي المتشدد، وقبل مدة وجيزة من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، قرر الرئيس الفرنسي المثير للجدل إيمانويل ماكرون، في 2 فبراير (شباط) 2022، مضاعفة دعم الحكومة الفرنسية للمدارس المسيحية في المنطقة العربية والشرق الأوسط إلى أربعة ملايين يورو، مؤكداً هذا الإجراء بكونه «التزاماً علمانياً تاريخياً» للجمهورية، أعلن ذلك، كما تذكر بعض المصادر، في لقاء مع نشطاء مسيحيين يتولون مهمة دعم المسيحية والمسيحيين في المنطقة العربية، وأن الدولة الفرنسية وجمعية «أوفر دوريان» ستضاعفان معاً مساهماتهما في صندوق دعم مدارس الشرق الأوسط، لتستفيد من هذا الدعم 174 مدرسة مسيحية، بينها 129 في لبنان، و16 في مصر، و20 في الأراضي الفلسطينية، و3 في الأردن، وأكد ماكرون أن «دعم مسيحيي الشرق هو التزام علماني لفرنسا ومهمة تاريخية».
وليس اللافت هو اهتمام الرئيس ماكرون بالمدارس المسيحية في الدول العربية، بل لأن هذا الإجراء جاء بعد سلسلة إجراءات ضد عدد من المراكز والمدارس الإسلامية في فرنسا، وهو أيضاً ما لاحظه عدد من المثقفين والإعلاميين الفرنسيين، ومنهم ألان غريش الصحافي الفرنسي المخضرم ورئيس تحرير موقع «أوريون 21»، الذين أبدوا استغرابهم من التحول للراديكالية في خطاب ماكرون مما يدل على ازدواجية معاييره واستغلاله السياسي للقضايا مع قرب الانتخابات الرئاسية!

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مسلمو أوروبا الانحناء للعاصفة مسلمو أوروبا الانحناء للعاصفة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 05:57 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاة نهال عنبر وأسرتها من موت محقق

GMT 22:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 3 جنود لبنانيين في قصف إسرائيلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بيب غوارديولا يوافق على عقد جديد مع مانشستر سيتي

GMT 18:37 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تفرض عقوبات على 6 قادة من حركة حماس

GMT 16:42 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

جماعة الحوثي تعلن استهداف سفينة في البحر الأحمر

GMT 08:32 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يُعلّق على فوزه بجائزة عمر الشريف

GMT 06:43 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب الطامح إلى دور شبه ديكتاتور!

GMT 11:51 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تليغرام يطلق تحديثات ضخمة لاستعادة ثقة مستخدميه من جديد

GMT 08:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد العوضي يكشف عن بطلة مسلسله بعد انتقاد الجمهور

GMT 06:02 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

نعم... نحتاج لأهل الفكر في هذا العصر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab